«The Square» الذي رُشح للأوسكار.. يفضح إدعاءات الطبقة المثقفة

فيلم The Square

"The Square" أو "المربع" الفيلم الذي حاز على العديد من الجوائز من أهمها السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي، كما رشح لجائزة الأوسكار عن فئة أحسن فيلم أجنبي. واختارت لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، الفيلم السويدي "المربع" للمخرج السويدي روبن اوستلوند، في السادسة والنصف من مساء يوم غد الثلاثاء.  وتدور أحداث الفيلم الذي أنتج العام 2017 في ستوكهولم، حيث يشغل كريستيان -الشخصية المحورية في الفيلم- منصب مدير متحف الفن المعاصر، وهو رجل في منتصف العمر، وسيم، وأنيق، ومثقف.  ويخطط "كريستيان" لإقامة معرض جديد بعنوان "المربع" ومنه يستمد الفيلم عنوانه- ويتم الإطاحة بتمثال برونزي قديم لفارس يمتطي جواده من ساحة المتحف الأمامية المرصوفة بالأحجار، ليحل محله شكل مربع صغير مضيء على الأرضية.

 

"المربع.. هو ملاذ آمن حيث تسود الثقة والمسؤولية، وداخل حدوده، نتقاسم جميعاً حقوقاً وواجبات متساوية"، نحتت هذه العبارة على لوح معدني بالقرب من شكل المربع المضيء على أرضية الساحة. هذه العبارة، هي الإطار المفاهيمي المتفذلك، الذي يحاول كريستيان من خلاله أن يمنح معنى ويسبغ الأهمية على شكل المربع وعلى المعرض الذي مولته إمرأة ثرية، ويسترسل كريستيان بشرح المعنى في حفل الاستقبال الذي أقامه على شرف الأثرياء الممولين للمتحف.

 

وفي فيلم "المربع"، يجمع المخرج السويدي روبن اوستلوند بين السريالية والكوميديا السوداء والنقد الإجتماعي اللاذع في هجائه للمجتمع المعاصر وقيمه التي يغلب عليها الفردانية، والأنانية، والاستعراض، والدعاية، والإثارة، السطحية، والتفاهة، ويعري الطبقة الثرية، والمثقفين، والصحافة، وشركات الدعاية والإعلان، وإهتمامات الناس السطحية. والفيلم نقد عميق وساخر للمجتمع المعاصر بكل الإتجاهات وعلى مختلف المستويات.  

يفضح "اوستلوند" إدعاءات الطبقة المثقفة، بخطابتها الجوفاء والمتفذلكة، ويخلق سخرية دقيقة من حال الفن والفنانين والمحاضرات التي يمكن أن نجدها في متحف مخصص لنوع من الفن المفاهيمي والنخبوي الذي يصعب على عامة الناس أن تفهمه، كذلك يكشف إنفصام تلك الطبقة -بين ما تقول وما تفعل- من خلال تتبع سلوك كريستيان في رحلة بحثه وإسترداده لهاتفه المسروق.

 

من أكثر المشاهد سخرية تلك التي ينزع اوستلوند فيها أقنعة الطبقة الثرية ويعري زيفها، حين يقيم كريستيان حفلة للأثرياء من أجل التبرع للمتحف، ويقوم ممثل بتقمص دور حيوان وحشي "غوريلا" يقترب من الضيوف المتأنقين كما لو أنهم فريسته، وتتحول ضحكاتهم المتساهلة مع العرض الأدائي إلى خوف وسلوك القطيع الغريزي، في لحظة وعلى المحك تخرج بشاعة الإنسان القابعة والمتخفية بتلك الملابس الأنيقة.

 

وتتجلى اهتمامات الناس السطحية، عندما يستعين كريستيان بفريق من الخبراء في العلاقات العامة، لعمل حملة إعلانية لـ"المربع"، ويشير الخبراء إلى أن منافسة المتحف ليست مع متاحف أخرى، وإنما مع أخبار الكوارث والأعمال الإرهابية التي تحتل الصفحات الأولى. وإستنادًا إلى الأبحاث التي أجروها حول الصور الأكثر جذبًا للإنتباه، تم إنشاء فيديو ترويجي صادم ومثير للجدل لا يراعي أي قيم إنسانية، وكان كريستيان قد وافق على الحملة دون أن يراجع المحتوى فعليًا.  وانتشر الفيديو بشكل كارثي، مما ولد نوعًا من الدعاية التي لا يبحث عنها أي متحف على الإطلاق، الأمر الذي كلف كريستيان الاستقالة من عمله.

 

مقالات متعلقة