أعلن تجمع المهنيين السودانيين، خوض إضراب عام في البلاد، الأحد؛ ومواصلة الاعتصام والتظاهر. جاء ذلك في بيان للتجمع النقابي المُعارض، أكد فيه استمرار الإضراب حتى "تسليم السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية". وأضاف البيان أن الخطوة تشمل القطاعات المهنية الخاصة والعامة، بما في ذلك القضاء والهندسة والزراعة والبيطرة والتعليم والنقل، وذلك في جميع أنحاء البلاد. كما أكد تواصل اعتصام محتجين أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم. والسبت، شارك آلاف السودانيين في تظاهرة وسط العاصمة، استجابة لدعوة أطلقتها المعارضة، وتركزت، حسب شهود، في محيط مقر قيادة الجيش. ولدى وصول المتظاهرين أمام مقر قيادة الجيش، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وأوقفت العشرات منهم، وفق المصادر ذاتها. وأضاف شهود آخرين أن مئات المحتجين ما زالوا يتوجهون نحو مقر قيادة الجيش وسط العاصمة. وكان تجمع المهنيين وتحالفات المعارضة، قد دعيا إلى التظاهر السبت، في ما يسمى موكب "السودان الوطن الواحد" لتسليم مذكرة للجيش السوداني تطالب بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير. وحسب مراقبين، تعتبر التظاهرة الأضخم التي تشهدها الخرطوم منذ انطلاق الاحتجاجات في 19 ديسمبر/كانون أول الماضي. وفي وقت لاحق، دعا تجمع المهنيين، في بيان عبر "فيسبوك"، المشاركين في التظاهرات إلى الاعتصام أمام مقرات الجيش. وأضاف أن الآلاف شاركوا في احتجاجات بمدينتي كادوقلي (جنوب) وكسلا (شرق). بدوره ذكر حزب المؤتمر السوداني المعارض، في بيان، أن مئات المحتجين بمدينة بورتسودان (شرق) نفذوا اعتصامأً أمام مقر قيادة الفرقة 101 بالجيش. من جانبه أكد وزير الإعلام إسماعيل حسن، في بيان، تعامل القوات النظامية "بروح الوطنية" مع محتجين في محيط القيادة العامة للجيش بالخرطوم. وشدد البيان على "تمسك الحكومة بنهج الحوار"، معتبرا أنه "لا سبيل لمنهج غيره". وأضاف: "رغم التعبئة العالية والشحن الكبير الذي قامت به المعارضة مستغلة رمزية ذكرى 6 أبريل (ثورة شعبية أطاحت بحكم الرئيس جعفر نميري عام 1985) إلا أن منهج الأجهزة الحكومية وجد ارتياحا واحتراما من قبل المواطنين". ودعا الوزير "الأطراف السياسية الأخرى إلى العمل على تقليل حدة الاستقطاب". ومساء السبت، أعلنت المعارضة وفاة متظاهر متأثرًا بإصابته أثناء مشاركته في احتجاجات بأم درمان، غربي محافظة العاصمة، دون صدور نفي أو تأكيد رسمي على الفور. ودخلت الاحتجاجات في السودان شهرها الرابع، وبدأت منددة بالغلاء وتحولت إلى المطالبة بتنحي البشير. وأسفرت الاحتجاجات عن سقوط 32 قتيلا، حسب آخر إحصائية حكومية، فيما تقول "منظمة العفو الدولية" إن حصيلة الضحايا بلغت 52 قتيلا. وسبق أن أقر البشير، عبر تصريحات متفرقة بالتزامن مع موجة الاحتجاجات الحالية، بوجود مشاكل اقتصادية يعاني منها السودان لكنها ليست بالحجم الذي تضخمه وسائل الإعلام " في مسعى منها لاستنساخ ربيع عربي في السودان"، حسب قوله. وأكد أن الحكومة لن تتغير بالمظاهرات، بل عبر صناديق الانتخابات.