اشتعلت حدة المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن السودانية، بعد الاحتجاجات التي شهدتها البلاد أمس، وأدت إلى مقتل 5 أشخاص، وأكثر من 25 مصابًا.
وقال شهود عيان إن المظاهرات التي نظمت أمس السبت، وشملت أم درمان أيضا، تبدو الأكبر منذ بدأت الاحتجاجات على نظام الرئيس البشير قبل حوالي 4 شهور.
وقال وزير الإعلام والاتصالات الناطق الرسمى باسم الحكومة، حسن إسماعيل، إن الأخبار المنتشرة في وسائط التواصل عن اعتصامات واقتحام لبيت الضيافة بعد ذلك من باب الإثارة والتعبئة لا غير، وذلك حسبما ورد بصحيفة الانتباهة السودانية.
احتجاجات مستمرة
وقعت اشتباكات بين آلاف المتظاهرين السودانيين وقوات الأمن خارج مقر الرئيس السوداني عمر البشير في وسط العاصمة.
وقال اللواء هاشم عبد الرحيم المتحدث باسم الشرطة إن "الشرطة سجلت وفاة شخص واحد خلال الاضطرابات في أم درمان".
وحسب بيان للجنة الأطباء المعارضة فإن القتيل طبيب تحاليل.
وحسب المسؤولين، يصل إجمالي عدد قتلى أعمال العنف المرتبطة بالمظاهرات منذ شهر ديسمبر الماضي إلى 32.
وتقول منظمة هيومان رايتس ووتش إن العدد يبلغ 51 بينهم أطفال ورجال إسعاف.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في أم درمان وعلى المحتجين الذين ألقوا الحجارة قرب مقر البشير.
وجاء المظاهرات الجديدة تلبية لدعوة نشطاء سياسيين معارضين بزيادة الضغط على الرئيس البشير للتنحي عن الحكم.
ومن شعارات المحتجين "الحرية والسلام والعدالة"و "جيش واحد ، شعب واحد".
ونقلت وكالة فرنس برس عن متظاهر يُدعى أمير عمر قوله "لم نحقق بعد هدفنا. لكننا بلغنا رسالتنا للجيش وهي: تعال شاركنا".
وقال متظاهر آخر يدعى آدم يعقوب إن البشير "دمر اقتصاد البلاد لدرجة أن الشعب يموت حتى بسبب نقص الأدوية".
وكان المتظاهرون قد وصلوا إلى مقر قيادة الجيش في الخرطوم، لأول مرة، منذ انطلاق الاحتجاجات.
ويقترب هذا المبني من المجمع السكني الرئاسي. واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز والهراوات في محاولة لإبعاد المتظاهرين.
وجاءت هذه المسيرات تزامنا مع ذكرى انقلاب أطاح بحكم الرئيس السابق جعفر نميري.
ذكرى 6 أبريل
وقال وزير الإعلام والاتصالات الناطق الرسمى باسم الحكومة، إنه رغم التعبئة العالية والشحن الكبير الذي قامت به المعارضة مستغلة رمزية ذكرى 6 أبريل إلا أن منهج الأجهزة الحكومية وجد ارتياحا واحتراما من قبل المواطنين.
وأكد حسن إسماعيل أن الدم السوداني هو أغلى ما يجب أن نحافظ عليه، داعيا الأطراف السياسية الأخرى العمل علي ذلك وتقليل حدة الاستقطاب.
وأثنى إسماعيل الناطق الرسمي على الروح الوطنية التي تعاملت بها القوات النظامية المختلفة مع المتظاهرين الذين تجمعوا قبالة القيادة العامة بالخرطوم.
وأكد حسن إسماعيل تمسك الحكومة بنهج الحوار وألا سبيل لمنهج غيره.
وفي سياق متصل أكدت لجنة أطباء السودان المركزية ارتفاع حصيلة القتلى الاحتجاجات التي تجددت أمس السبت إلى 5 أشخاص، فيما أصيب أكثر من 25 آخرين.
قالت اللجنة عبر حسابها الرسمي على "فيس بوك" صباح اليوم الأحد "شهيدان آخران تبذلهما أرض السودان في سبيل الحرية والتغيير، حيث بلغنا الآن استشهاد كل من: أحمد إبراهيم تبيدي من أبناء كوستي، وشهيد آخر مجهول الهوية، لم يحضر أحد من ذويه ولا يحمل أوراقاً ثبوتية".
وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم، أمس تظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف للمطالبة برحيل النظام وتحقيق العدالة والحرية.
وقال شهود لوكالة رويترز إن آلاف المتظاهرين يسيرون باتجاه مقر إقامة الرئيس السوداني عمر البشير ووزارة الدفاع في وسط العاصمة في إطار احتجاجات مناهضة للحكومة بدأت في ديسمبر.
وأضاف الشهود أن قوات الأمن تستخدم الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين الذين اقتربوا من المجمع من ثلاثة اتجاهات.
وتفرق المحتجون ولجأ بعضهم إلى داخل مقرات المؤسسات المجاورة، فيما قال شهود عيان إن عشرات الناشطين والشباب تم اعتقالهم من وسط السوق العربي وبالقرب من مقر الاتحاد الأوروبي.
وتأتى هذه التظاهرات استجابة لدعوة تقدمت بها قوى المعارضة الموقعة على إعلان الحرية والتغيير لتنظيم مواكب تتوجه صوب قيادة الجيش لمطالبته بالانحياز إلى خيار الشعب.
إضراب عام
بعد أكبر احتجاجات يشهدها السودان منذ اندلاع المظاهرات، ومقتل شخصين السبت، دعت المعارضة السودانية إلى استمرار الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة.
ودعت المعارضة إلى بدء إضراب عام في القطاعين العام والخاص بدءا من الأحد "إلى حين تسليم السلطة للشعب".
ونشر تجمع المهنيين السودانيين عددا من مقاطع الفيديو التي قال إنها لمتظاهرين توافدوا أمام القيادة العامة للقوات المسلحة.
واستبق الرئيس السوداني هذه التظاهرات بخطاب أمام اللجنة التنسيقية العليا للحوار الوطني في القصر الرئاسي، دعا فيه لحوار لا يستثني أحدا وذكر فيه أن الباب مفتوح أمام أي تعديلات على قانون الانتخابات، غير أن ذلك لم يمنع من احتجاج المواطنين.
ويشهد السودان احتجاجات منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول على رفع سعر الرغيف ثلاثة أضعاف، لكنها سرعان ما تحولت إلى حركة احتجاجية ضد البشير الذي يحكم البلاد منذ 1989.
ولا يزال البشير (75 عاما) صامدا بوجه الاحتجاجات، ويرفض الاستقالة.