وسط حضور كبير ، احتفى منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، بحفل توقيع وإصدار المجموعة القصصية "المشهد الي لا يكتمل" للأديب الراحل عديّ مدانات. واستهلت الافتتاحية، بكلمة الأديب والقاص مفلح العدوان، وقال فيها: "الراحل عديّ مدانات الذي رحل عنا قبل 3 سنوات، ما يزال حاضراً معنا بذكراه الطيبة وإبداعه الأصيل، نستذكره اليوم من خلال إصدارٍ قديم جديد". وأضاف: "هذا الإصدار أنجب لنا "المشهد الذي لا يكتمل"؛ وهو عبارة عن مجموعة قصص قصيرة لم تنشر قبل ذلك، دُعمت ونُشرت بمبادرة من وزارة الثقافة العمانية. ولفت إلى أن الراحل لم تقتصر اهتماماته في كتابة القصة فقط، وإنما أهتم أيضا بالتنظير لها، وفي خلق جيل جديد يستمر بهذا الفن الذي أحبه وأخلص له.
بدوره، قال الفنان جميل عواد، إن هذه الأمسية ليست لهدر الدموع أو لاستنزاف الأحزان، هذه أمسية احتفالية، فنحن ما جئنا نودع عديّ، إنما جئنا نُحيه، مستذكرين مناقبه وإبداعاته التي أضفى عليها الكثير من الصدق والواقعية.
وأضاف "كان عدي أيضا مولع بالسينما، مثلما أهتم بالمسرح، وكان يشاهد ما تنتجه بكثرة، ويناقش الأفلام ويعلق عليها، كما كان يحضر جميع فعاليات الفن التشكيلي- الفنون الجميلة".
واعتبر الأكاديمي د. محمد عبيدالله، أن الأديب "مدانات" من أعلام الحركة الأدبية والثقافية الأردنية والعربية، نتذكره من خلال ما قدمه من إبداعات مميزة في القصة القصيرة والرواية منذ صدور مجموعته القصصية الأولى العام 1983، وحتى مجموعته الجديدة "المشهد الذي لا يكتمل" التي نلتقي اليوم بمناسبة صدورها.
ولفت عبيدالله، إلى أن الراحل لم يكتب سيرته الذاتية التي يمكن أن تكشف لنا جوانب هامة من تكوينه، ولذلك فما نعرفه عن تكوينه المبكر لا يعدو أشتاتاً متباعدة، كشف عن بعضها في كتابه "فن القصة"، وكشف عن جوانب أخرى شقيقه الأديب والناقد عدنان مدانات في بعض ما كتبه عن عديّ وعن الأسرة التي ينتميان إليها.
يرى عبيدالله، أن مدانات يكتب القصة والرواية بلغة سردية مميزة، تقترب في جوانب منها من لغة نجيب محفوظ الواقعية، الزاهدة بالبلاغة وبالجماليات الزائدة، لصالح جملة حكائية مصفاة لا تأتى بلاغتها من مفرداتها ولا حمولتها التصويرية وإنما من كثافتها التعبيرية ومادتها الحكائية.
واختتم حفل الاشهار، بكلمة لزوجة الراحل عديّ، افلين الأطرش، قالت فيها "أعلم يا عديّ أنكَ أديت دورك على مسرح العيش اليومي بإتقان الإرادة، وصولا إلى إسدال ستارة مشهد أخير لحكاية هي أنتَ، فالمشهد لكَ لم يكتمل باكتمال دورة الحياة كحقيقة مطلقة، ومشهدنا قد تم التعدي عليه بإنقاص بين، ولن نسمح بتبديل، لهذا أخذت المجموعة اسم المشهد الذي لا يكتمل".
وتابعت "عدي، ترحل، لا تغيب ولا تبتعد، هذا بعض حضورك. بها تكون قد أنجزت مائة وخمسًا وعشرين قصة قصيرة في عيشنا المشترك، إضافة إلى ما أنجزت في الرواية، والبحث، والدراسة والمقالة، والحوار حتى قاربت الشعر، انتقصت جميعا الكثير من كتابة قصصية محتملة، في غالبيته بعد تقاعدك في العام ألفين وأربعة، من مهنة ذهنية محضة، بالرغم من رفدها لمخزونك الإنساني الذي تعكسه في إبداعك الأدبي، إلا أنها كانت تبعدك عن الكتابة".
والراحل مدانات من مواليد العام 1938، درس الحقوق في جامعة دمشق، ويعد أحد رواد القصة القصيرة والرواية في الأردن. صدر له العديد من الأعمال، أبرزها: "المرض الثاني عشر غريب الأطوار"، "صباح الخير أيتها الجارة"، "الدخيل"، "ليلة عاصفة"، "الآنسة ازدهار وأنا".
و"شومان"؛ مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.