في الطابق الثاني بإحدى بنايات محافظة الفيوم، انكبت الفتاة العشرينية في عالم نسجته أناملها بالألوان، لا تخرج منه إلا بعد ساعات، عقب قطعها شوطًا لا بأس به من نسج ورود بخيوط ملونة سلكت طريقها هذا العام على "طاقيتها" القابعة في خزانتها التي لم تر النور إلا في الصيف الماضي.
صورة "الكاب" الذي بات مُزدانًا بالورود، لاقى تفاعلًا كبيرًا بمجرد نشر الفتاة العشرينية، صورته بعدما فرغت من إخراجه في ثوبه الجديد.
تواصلت " مصر العربية" مع إيمان رمضان صاحبة الـ 24 عامًا، خريجة كلية حاسبات ومعلومات computer science، وروت لنا قصتها مع تحويل شكل الكاب الذي اعتادت أعيننا أن نراه في شكل معين تحول تحت يديها لـ آخر ذا طابع بناتي.
عقب التحاق "إيمان" بالجامعة انجذبت شيئًا فشيئًا لعالم التطريز فبدأ الأمر معها كهواية، وصارت تمسك بأي شئ يقع تحت يديها وتحوله لتحفة فنية من الخيوط الملونة خاصة بعدما احترفت التطريز مع الوقت.
الآن بعد تخرج إيمان من الجامعة منذ عام، صارت تتقاسم يومها فيما بين عملها وبين التطريز الذي تحول مع الوقت من هواية لمصدر دخل ايضًا.
أخبرتنا "إيمان" أنها قررت ذات ليلة أن تحول "الكاب" وتضفي عليها لمساتها وفي غضون أسبوعين قليلة، كانت الفتاة قد انتهت قد انتهت من "كاب" كسته بورودها كنوع من تجديد ما لديها، فضلًا عن أنه قطعة جديدة ومختلفة لم يسلك التطريز بعد طريقه إليها على عكس الملابس والأحذية والحقائب.
أخبرتنا الفتاة أن أسباب سعادتها تكمن في الساعات التي تقضيها في التطريس داخل غرفتها، وتابعت : أحب الألوان والفاشون والديكور، وسبب دخولي كليتي هو عدم وجود كلية فنون تطبيقية في الفيوم، وفكرة السفر كانت غير مطروحة، ولكن هذا لا يمنع حبي للرسم وللهاند ميد أيضَا.
تقطع الفتاة طريق سفر من مسكنها في الفيوم إلى حيث المحال التي تبيع أدوات التطريز في القاهرة ، لتجلبها كونها غير متوفرة لديهم، واختتمت حديثها قائلة: "بتمنى يكون عندي جاليري في كل المحافظات".