«في "إليك" نثرتُ بعضي.. وبعض الإنسان كله، وبعضه الآخر قد يفر منه حيث لا يدري.. هي ليست سيرةً ذاتيّةً حرفت إلى رواية، ولا هي مذكرات، أو حشد رسائل، هي ليست سوى إليك».. بهذه الكلمات تحدثت الكاتبة مي بنات، عن روايتها الجديدة. وقالت مي بنات، إن روايتها "إليك"، ارتبطت بشكلٍ ما بالراحل غسان كنفاني، خصوصًا أنه ترك لنا إرثٍ حيٌ نراه كل يومٍ بصورةٍ ما. وأضافت، خلال حفل توقيع روايتها "إليك" الذي أقيم بمؤسسة شومان الثقافية، بحضور عدد كبير من المبدعين ومحبي الأدب والثقافة، أن القيمة الحقيقية للأدب لا تكمن في المهارات والقوالب الفنية، بل فيما يتركه الأدب في نفس من يتلقاه.
واختتمت مي بنات، كلمتها، مشيرة إلى أن إصدارها الجديد "إليك" العمل الأقرب لها.
ومن جهته، أوضح الأكاديمي د. إبراهيم خليل، أن المؤلفة الشابة مي بنات، ذابت في شخصية البطلة، التي اختارت لها اسم غادة، تيمنًا بأن تكون كغادة السمان، فجاء هذا الاختيار موافقًا، ومطابقًا، لتوقعات القارئ".
وتساءل خليل "ما الذي يمكن له أن يجمع غادة زاهر سلامة الوردي – ابنة يافا- المقيمة بعمان سابقا وحاليا في السلط، وغادة السمان- الكاتبة القصصية والروائية المعروفة المشهورة برواياتها ليلة المليار، وكوابيس بيروت، وغيرها، إلى جانب كتابها المثير للجدل "رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان" الذي طبع ونشر مرارا؟"، لافتا إلى أن الجواب نجده في الرواية الثانية للكاتبة بنات بعنوان "إليكَ" الصادرة عن مؤسسة اليازوري العلمية بعمان 2019.
ونقل خليل، حديث المؤلفة، وهي تخاطب الأديب الراحل غسان كنفاني "لا أظن سقوطي من نجمةٍ صغيرة مرت في أفقك كان عبثا، وأنا أقرأ رسائلك تلك تعثرتُ بقلبك.. أبيض.. أبيض.. وبكيت كل نرجسة ذبلت في انتظار حروفٍ لم تصل.. فصرت بعضها.. ولم أجدني إلا وأنا أحاول كتابة بعض ما يليق بنبضك الذي لا يخفت".
ويرى أن الكاتبة تقترب في هذه الرواية اقترابًا أكبر من اللغة السردية العفوية، وتتجنب التقعر الذي غلب على روايتها الأولى، وقصصها القصيرة، بيد أن المراوحة بين مستويين من مستويات اللغة، هما العامية والفصحى.
وفي كلمتها، بينت د. كوثر بدران، أن أعمال مي بنات، تميزت بعذب الكلام، وسلاسة اللفظ، وعمق المعنى، وهو ما بدا في روايتها الأولى الموسومة بـ"مهرة" ومن قبله في المجموعة القصصية "كل شيء ساكن"، ليتوالى إبداعها وتصدر روايتها الثانية "إليك" النور.
يذكر أن، مي بنات، حاصلة على بكالوريوس في اللغة العربية، والماجستير في الدراسات الأدبية والنقدية، وهي على بعد خطوات قليلة لتتوج مسيرتها الأكاديمية بدرجة الدكتوراه في ذات التخصص من جامعة العلوم الإسلامية.
و"شومان" مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.