سلطت وكالة "بلومبرج" الأمريكية الضوء على التوترات بين قطاع غزة ودولة الاحتلال، والتي تصاعدت لتتحول خلال الأيام القليلة الماضية إلى حرب بالصواريخ والغارات الجوية.
جاء هذا في تقرير نشرته الوكالة على موقعها الإليكتروني اليوم تحت عنوان :"توترات غزة – إسرائيل تتصاعد، في الوقت الذي تنطلق فيه مئات الصواريخ".
وقالت الوكالة في التقرير الذي نشرته الوكالة على موقعها الإليكتروني:" تحولت أسابيع من التوترات على امتداد حدود غزة إلى عنف، حيث أطلق مسلحون أكثر من400 صاروخ على إسرائيل التي ردت بعشرات الغارات الجوية على القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس".
وأشارت الوكالة إلى أن هذا التصعيد جاء في الوقت الذي كانت تسعى فيه مصر للتوسط في هدنة طويلة المدى بين غزة وإسرائيل.
وأسفر قصف الاحتلال الإسرائيلي منذ الجمعة عن ارتفاع حصيلة شهداء قطاع غزة إلى 11، بينما وسعت فصائل المقاومة دائرة ردها بقصف العمق الإسرائيلي متسببة في سقوط قتيل إسرائيلي، مع تهديد بالمزيد.
وفي أحدث الضحايا، استشهد فلسطينيان اثنان وأصيب آخرون بجراح مختلفة جراء قيام طائرة استطلاع إسرائيلية باستهدافهم بعدد من الصواريخ في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
ومن بين شهداء القصف الإسرائيلي العنيف سيدة وطفلة سقطتا في قصف على حي الزيتون شرقي مدينة غزة، كما دمرت طائرات الاحتلال سبعة مبان سكنية في مناطق متفرقة من القطاع.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية إن حصيلة القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المستمر بلغت 7 قتلى و47 جريحا.
ودمرت مقاتلات إسرائيلية، مبنى وسط قطاع غزة، يضم مكتب وكالة الأناضول، الأمر الذي أدانه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، بشدة.
في المقابل، قُتل إسرائيلي فجر اليوم الأحد بعد سقوط صاروخ أطلق من غزة على منزل بمدينة عسقلان، كما تلقى 58 إسرائيليا علاجا طبيا، بينهم 45 عانوا من الذعر، بحسب صحيفة هآرتس.
من جانبه قال قائد كبير في سرايا القدس -الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي- إن المقاومة جاهزة لتوسيع مدى دائرة النار كمّا ونوعا.
وأوضح القيادي في بيان أن المقاومة استهدفت المدن الإسرائيلية بصواريخ جديدة ذات قوة تدميرية كبيرة، مضيفا أن جيش الاحتلال يتكتم على أماكن وفعالية الصواريخ التي سقطت في عسقلان وغيرِها من المدن والبلدات الإسرائيلية.
من جانبها أعلنت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة توسيع دائرة ردها على القصف الإسرائيلي بقصف "أسدود" بعدد من الرشقات الصاروخية.
كما أعلنت الغرفة مسؤوليتها عن قصف مستوطنات ومواقع للاحتلال الإسرائيلي في غلاف غزة - منذ صباح أمس السبت- بعشرات الرشقات الصاروخية، وذلك ردا على استباحة الاحتلال دماء أبناء الشعب الفلسطيني، وتعمده استهداف واغتيال المقاومين في المواقع العسكرية يوم الجمعة.
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني إلى أن إسرائيل فتحت الملاجئ في غالبية مناطق محيط غزة، موضحة أن صافرات الإنذار وصلت منطقة الخضيرة (تبعد 110 كلم عن قطاع غزة).
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المجلس الوزاري الأمني المصغر إلى اجتماع طارئ اليوم.
بدوره قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، في تغريدة له إن الأمم المتحدة تعمل مع جميع الأطراف لتهدئة الوضع في غزة.
وأضاف:"أدعو إلى وقف التصعيد الفوري والعودة إلى تفاهمات الأشهر القليلة الماضية، أولئك الذين يسعون إلى تدميرها (التفاهمات) سيتحملون مسؤولية الصراع الذي ستكون له عواقب وخيمة على الجميع".
وكانت الأوضاع الأمنية قد تدهورت على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، بعد مقتل أربعة فلسطينيين، اثنان منهم برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مظاهرات يوم الجمعة قرب السياج الحدودي، وآخران في غارة جوية شنها الطيران الإسرائيلي على موقع لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
ورغم أن الضربات الجوية الإسرائيلية تحدث من حين لآخر ردا على إطلاق صواريخ من غزة، تفادت إسرائيل وحماس الدخول في حرب شاملة على مدى السنوات الخمس الماضية.
النص الأصلي