فيديو| في رمضان.. تعرف على ضوابط صلاة التراويح بمساجد الأوقاف

صلاة التراويح فى مصر

يحرص مئات المسلمين فى مصر على أداء صلاة التراويح بالمساجد عقب صلاة العشاء طوال شهر رمضان الكريم، ويستمتع البعض بأدائها بجزء واحد في الليلة، فيما يفضل آخرون الاقتصار فيها سواء لأسباب مرضية أو لارتباطهم بأشغال أخرى.

 

وفى الوقت الذى تقام فيه صلاة التراويح، تنتشر الخدمات الأمنية والمرورية فى محيط المساجد، سواء لتأمين المصلين أو لتسهيل حركة المرور بالشوارع.

 

صلاةُ التراويح في رمضان هي سنة نبويةٌ في أصلها عُمَرِيَّةٌ في كيفيتها، حيث صارت الأمة على ما سَنَّه سيدُنا عمرُ رضي الله عنه مِن تجميع الناس على القيام في رمضان في جميع الليالي، وعلى عدد الركعات التي جمع الناسَ عليها على أُبَيِّ بنِ كَعب رضي الله عنه، وهي عشرون ركعةً مِن غير الوتر، وثلاث وعشرون ركعة بالوتر.

ووفقا لدار الإفتاء المصرية فإن من يترك صلاة التراويح  فقد حُرِم أجرًا عظيمًا، ومَن زاد عليها فلا حرج عليه، ومَن نقص عنها فلا حرج عليه.

 

ويُشترط لصحة صلاة التراويح أن يستحضر المصلي نية صلاة التراويح، أو قيام الليل من رمضان، ولا يكفي أن ينوي صلاة النفل بشكل مطلق، وتُصلى التراويح كل ركعتين معاً، ولا يصح صلاة أربع ركعات معاً.

 

الصلاة بجزء 

 وزارة الأوقاف المصرية حددت بدوره بعض المبادئ التى يجب الالتزام بها خلال إداء صلاة التراويح، سواء للمواطين أو الأئمة، فقالت في بيان لها اليوم الإثنين،: "إن صلاة التراويح بجزء ليست أمرًا مسنونا فنعممه، ولا أمرًا محظورًا فنمنعه، فالأمر في ذلك على السعة غير أن محاولة حمل الناس على الصلاة بجزء أو غيره زيادة أو نقصًا حملا واعتبار ذلك هو السنة أمر غير صحيح، لأنه أمر لم يفعله النبي (صلى الله عليه وسلم)، ولم يأمر به، ولا قال به أحد من الأئمة الأربعة"

 

 وأشار الأوقاف إلى حرصها على قبول هذا التنوع مراعية حال من لا يطيق طول القيام، وحال من يناسبه التوسط، وحال من لديه القدرة على الإطالة، مؤكدة أن العبرة إنما هي بالإخلاص وصدق النية  مع مراعاة ظروف كل مسجدٍ أو منطقة، من خلال التنسيق مع المديرية والقطاع الديني بديوان عام الوزارة.

 

وعلقت الأوقاف على يقوم به البعض من التمثيل بحركات اليد كنوع من الخشوع قائلا : " إن كل ما يخرج بالصلاة من دائرة الخشوع والخضوع والسكينة والوقار يخرج بها من دائرة الإخلاص، لذا فهي وإن تطلبت حسن الصوت وتمثيل المعاني صوتيا لا تحتمل أي لون من ألوان التفاخر أو التمثيل بحركات اليد أو نحوه، ويجب ألا يقتصر التدين عند الجانب العاطفي ومجرد أداء الشعائر , إنما يجب أن يترجم إلى سلوك وفن عمارة الكون وصناعة الحياة".

 

وطالبت الأوقاف، الأئمة التابعين لها، بضرورة ألا تزيد خاطرة التراويح عن عشر دقائق وعدم السماح لأي شخص غير مرخص له بالخطابة بإلقاء أي دروس بالمساجد وملحقاتها وما في حكمها، عدم الخروج في أدعية القنوت عن الدعاء المأثور عدم الإطالة فيه.

 

كما شددت على ضرورة الالتزام بقرار قصر استخدام مكبرات الصوت الخارجية على الآذان وخطبة الجمعة وفيما يتصل بالدروس وصلاة القيام فيقتصر على السماعات الداخلية داخل المسجد فقط، موضحة أنه فى حالة احتياج بعض المساجد الكبرى كعمرو بن العاص لاستخدام المكبرات الخارجية يجب الحصول على تصريح مسبق كتابى من رئيس القطاع الدينى وختمه بخاتم الوزارة.

 

ترك العمل من أجل التراويح

ومن المظاهر التى يقوم بها البعض هو ترك مكان العمل أثناء مواعيد العمل الرسمية والذهاب إلى صلاة التراويح، وتوضيحا لهذه المسألة، قالت دار الإفتاء المصرية: "الموظفون والعاملون هم أُجَرَاءُ لأوقات معينة على أعمال معينة يتعاقدون عليها ويأخذون عليها أجرًا، وهذا الأجر في مقابل احتباسِهم أنفسَهم واستقطاعِهم جزءًا معينًا من وقتهم لصرفه في هذا العمل، فليس لهم أن يقوموا بأي عمل آخر من شأنه أن يأخذ من وقتهم ما يؤثر على جودة أدائهم في عملهم، ما لم يكن متفقًا عند التعاقد على استقطاع شيء من الوقت؛ وباستثناء ما جرى عُرف العمل على استثنائه وباستثناء الصلوات المفروضة وراتبتها وما يلزم لها من طهارة واستعداد؛ فإذا صرف العامل وقت عمله في غير ما تعاقد عليه كان مُخِلًّا بعقده، مستوجبًا للذم شرعًا وعُرْفًا، والمؤمنون على شروطهم.

 

وأضافت الإفتاء: "وأوقاتُ الصلوات الخمس، وطهارتُها، وراتبتُها، وزمنُ الأكل، وقضاء الحاجة: مُستَثناةٌ من الإجارة؛ فيصليها بمحله، أو بالمسجد إذا استوى الزَّمَنان في حَقِّه، وإلا تعين مَحَلُّه".

 

وتابعت: "وإذا تعارض الواجب والمستحب لزم تقديم الواجب، وقيام العاملين والموظفين بما أنيط بهم من مهام وتكاليف هو أمر واجب التزموا به بموجب العقد المبرم بينهم وبين جهة العمل، فانصرافه وتشاغله عنه -ولو بالعبادة المستحبة- حرامٌ شرعًا؛ لأنه تشاغلٌ بغير واجب الوقت، ما لم يكن ذلك مسموحًا به في لوائح العمل".

 

 وأكدت دار الإفتاء أنه لا يجوز للعامل ترك مكان عمله أثناء مواعيد العمل الرسمية بحجة الذهاب إلى صلاة التراويح ما دام مُكَلَّفًا بالحضور في هذه الفترة، إلا بمقدار ما تُؤَدَّى به صلاةُ الفريضة ويُتَهَيَّؤُ لها، وأما مجازاتُه فمعيارُها اللَّوائحُ المنظمة للعمل من غير تعنُّتٍ ولا تَسَيُّبٍ، ما دامت هذه اللوائح لا تخالف الشريعة الإسلامية.

 

وأوضحت أنه يمكن للمسلم أن يصلي أي عدد من الركعات في أي جزء من الليل منفردًا أو جماعة على قدر طاقته، وهو بذلك مصيب لسنة قيام الليل أو التراويح، فإن لم يستطع أن يصلي من الليل فله أن يصلي بالنهار بعد شروق الشمس وارتفاعها قدر رمح -حوالي ثلث الساعة- إلى ما قبل صلاة الظهر؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا فاته ورده من الليل قضاه في هذه الفترة من نهار اليوم التالي.

 

مقالات متعلقة