هل رمضان شهر عبادة وكسل؟.. علماء بالأزهر يجيبون

الكسل فى رمضان

يقع بعض المسلمين فى أخطاء كثيرة خلال شهر رمضان الكريم، منها التكاسل والخلود إلى النوم والاسترخاء، والتقاعس عن أداء أعمالهم المعيشية والوظيفية، وقد يصل الأمر إلى تعطيل مصالح الناس، مهما يلحق الضرر بالآخرين، ولهذا حذر علماء الأزهر الشريف من خطورة تفشى هذه الظاهرة فى المجتمع المصري، مشددين على أن الصوم لا يورث الكسل والخمول.

 

بدوره قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن بعض الناس تظهر عليهم أعراض سلبية فى نهار رمضان تتناقض مع حكمة الصوم وروحه وأهدافه.

 

‏وأوضح الطيب أن هذا السلوك لا يعبر عن روح رمضان ولا عن حكمته التى أرادها الإسلام من الصائمين وهى تقوى الله ومراقبته فى كل صغيرة وكبيرة من الأعمال وفى مقدمتها‏:‏ "مصالح الناس والعمل الذى أؤتمن عليه وكلف به نظير أجر يتقاضاه وهؤلاء يقلبون حكمة رمضان رأسا على عقب"‏.

 

ومن جانبه شدد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية على ضرورة تحقيق التوازن بين العبادة والعمل ليس فى رمضان فقط وإنما طوال العام، قائلا :"يجب علينا ترتيب أولوياتنا في رمضان، فلا يجوز تقديم السنَّة على الواجب، ولا يجوز أن نسرف في السنَّة ونضيِّع الواجب".

 

وأضاف :"أنه على المسلم أن يوازن بين العبادة والعمل، فلا يسرف في صلاة التراويح ليلًا وقراءة القرآن ثم يذهب إلى العمل صباحًا مجهدًا ولا يؤدي عمله على الوجه الأكمل فيضيع بذلك مصالح الناس".

 

بينما أوضح الدكتور محمد البيومى عميد كلية أصول الدين بالزقازيق، أن حقيقة الصيام هى الامتناع عن الاكل والشرب وشهوة البطن والفرج لا الامتناع عن العمل.

 

وتساءل البيومي قائلا : "كيف سيقابل الصائم ربه إذا ما حاسبه فى أمر إنسان قصده فى عمله فتكاسل عن اداء وظيفته وتهرب منها بحجة الجوع والكسل؟".

 

وأشار عميد أصول الدين بالزقازيق، إلى أن الصوم يعمل على تصفية النفوس والتسامى بالأرواح وهذا من شأنه ان يمد الفرد بطاقه روحية ونفسيه تجعله اقدر على الانتاج والعمل اكثر مما لو لم يكن صائما وهذه الطاقة الروحية قوة لا يستهان بها.

 

 

ومن جانبه دعا الدكتور عبدالغفار هلال أحد علماء الأزهر، إلى ضرورة أن نجعل من شهر رمضان فرصة لإتقان العمل لأن إتقان العمل دليل على التقوى، التى هى أسمى غايات وأهداف الصيام، لافتا إلى أن شهر رمضان منحة ربانية لزيادة الأعمال الصالحة وتكفير الذنوب الماضية.

 

فيما أكد الدكتور أحمد على سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون، أن من يعمل بمهنة يأخذ عليها أجرا، عليه أن يلتزم بواجبات هذه المهنة من مراقبه الله ومراعاة وقت العمل والتعامل مع حوائج الناس بكل أريحية وإقبال، وإذا كان فى رمضان فمن باب أولى أن يؤدى ذلك دون كسل أو تقاعس، أو حتى العبس فى وجوه من حوله بحجة أنه صائم..بل الواجب على المسلم ـ إذا كان صائما حقا ـ أن يكون واسع الصدر، إذ التعامل مع الجمهور من الأمور التى تشق على ذوى النفوس الضعيفة والهمم، لما يقتضيه من صبر وأناة وأمانة ونحو ذلك.

 

 

مقالات متعلقة