«الآتون من السماء».. رحلة البحث عن السلام

غلاف رواية "الآتون من السماء"

مبحرًا في متعة التاريخ وتشويقه، وفي عالم الفلسفة ومتاهات الحب، صدر حديثًا عن دار الهالة للنشر والتوزيع، رواية للكاتب السوري د. فادي أوطه باشي، بعنوان "الآتون من السماء "، وصمم الغلاف للفنان ماهر مزوّق، ومراجعة أدبية للكاتب حسان خرفان .

 

ويخاطب المؤلف، في رحلته عبر فصول رواية  "الآتون من السماء " كل العقول، بشرح سلس ومُبسّط وعميق في آنٍ واحد، بطريقة سردية فريدة من نوعها تمتار بالدقّة في وصف الأحداث وأحوالها وصفاتها.  وتستعرض فصول الرواية، الكينونة الشخصية للإنسان الساعية و الباحثة عن السلام، قصص بحتة عن الحب والحياة بشكل عام. 

 

تنتقل الرواية، عبر فصولها بين الحاضر والماضي بين الشرق والغرب بين حقائق وأكاذيب نسبت إلى السماء، وقصص واقعية تصّور معاناة الإنسانية وهي تبحث عن أمل مشروع في حياة آمنة تخلو من العنف بين أبناءها والدمار ويملؤها السلام والمحبة.

 

تقرأ الرواية التاريخ من جديد، ومن ثمّ تنتقل من السرد المادّي إلى محاكاة النفس والسفر الممتع بين عصور و مدن على جناح جُملة جُملة دون ملل أو ضجر بسلاسة الأحداث المسرودة المترابطة، مُترابطة بحيث أنك تشعر بأنك أحد أبطالها، أو أنك شاهد على مجرياتها وكأنك بينهم.

 

تتحدث الرواية عن شاب يدعى "أحمد عيسى" مضى هاربا من العنف والقتل الحاصل في بلده باحثًاعن حياة آمنة، واضطر لسلوك طرق الموت للنجاة بروحه.

 

وتبدأ رحلته من تركيا وهو يحمل معه أمانة و رسالة من الأب "باولو داليوليو" داعية السلام وراعي دير "مار موسى الحبشي" والذي اجتمع معه لساعة من الزمن كانت هي الأخيرة التي يرآه فيها "أحمد" وآخر معلومة سمعها عنه العالم .

واختطفا معًا من قبل مجموعة متطرفة ترمي بهما في غياهب سجون مظلمة إلى

أن يتمكن "أحمد" من الهرب بعد أكثر من ثلاث سنوات في الأسر.

 

ليصل باريس لاجئا ويقوم بإيصال تلك الأمانة إلى المسيو "عازر موسان" والذي وجد مقتولا بعد دقائق من لقائه بأحمد، و يتم اتهام "أحمد" بتلك الجريمة بناءا على دوافع كراهية وعنصرية لكون المسيو" عازر" حاخام يهودي.  لتبدأ بعد ذلك صديقة "أحمد" الصحفية الفرنسية "ماريا مادين" والبروفيسور "ميشيل لوكلير" بمساعدة "أحمد" في محاولة إثبات براءته من تلك الجريمة حيث يبدأون في العمل والبحث معا في تتبع معاني و كلمات رسالة الأب "باولو" الذي مازال مجهول المصير حتى لحظة كتابة هذه الرواية.  وتأخذ الرواية القارئ، في رحلة عبر المكان والزمان لزيارة القدس والقاهرة ودمشق واكتشاف كنوز وحقائق تاريخية وأثرية من عهد "صلاح الدين الأيوبي" و عصور خلت مع التعرف على أسرار عظيمة في رحاب المسجد الأقصى و قلعة "صلاح الدين" و ضريحه عبر حبكة مشوقة لوقائع و قصص حقيقية.   

كما تعرض الكثير من المصادفات التي تكشف حقيقة ما تقوم به بعض المجموعات والأيد الخفية في محاولة إشعال الفتن وزيادة الكراهية بين المجتمعات بناء على عقائد وأفكار مضللة تنسب وكأنها آتية من السماء  ليقوم "أحمد" وبمساعدة من "ميشيل" و"ماريا" من إعلان ما توصلوا إليه من حقائق و إيصال رسالة الأب "باولو" للعالم كله بما تحمله من قيم السلام و المحبة وبناء حوار حقيقي بين

الأديان و الحضارات يرسم مستقبل أجمل تحلم به البشرية.

 

يتخلل الرواية الكثير من التشويق عبر الأحداث المثيرة والحقائق الغريبة التي تظهر مدى التداخل الحضاري الكبير بين الشرق و الغرب.

 

ومن بين هذه الحقائق و المعلومات حقائق ووقائع  تكتب لأول مرة وتظهر للعلن بين فصول هذه الرواية، والتي ستستمر عبر أجزاء قادمة مستقلة متكاملة كما هي رحلة البحث عن السلام رحلة مستمرة لا تنتهي.

 

"الآتون من السماء" رواية تتحدث عن صراع الخير مع الشر ، بالإضافة لتضمينها بجزء أو وقفات فلسفية تم شرحها ببساطة مُفرطة، ويتداخل فيها العلم والدين والفلسفة والعاطفة والغموض والتشويق وحتى عنصر الفكاهة تراه بين صفحة وأُخرى، تلك الفكاهة التي تخرج من عمق الكارثة، على مبدأ شر البليّة ما يُضحك.

مقالات متعلقة