مجموعة طلبة من كليات مختلفة جمعهم مشروع واحد، منذ عدة أشهر في محاولة منهم لتوفير مصروفاتهم، إلا أن الربح الذي كان يدره لهم مشروعهم قرروا عن طيب خاطر التنازل عنه كاملًا فترة ما قبل العيد، في محاولة منهم لتقديم ملابس جديدة ذات خامات عالية لهؤلاء ممن ضاق بهم الحال، ولم يعد في الجيب ما يكفى للترويح عن أطفالهم وأنفسهم قبل العيد بشراء "لبس جديد".
" لو حضرتك داخل عليك العيد، وعليك ديون وأقساط، والميزانية مش مظبوطة الأيام دي معاك للبس جديد.. متشلش هم، كلمنا على رسائل الصفحة، وان شاء الله هتاخد اللي يعجبك، بأفضل جودة (وبسعر التكلفة فقط)"؛ منشور دونه الأصدقاء الطلاب أصحاب المشروع عبر صفحة "رداء"؛ تلك الأيام في محاولة منهم ادخال السعادة في بيوت لم تعد الفرحة تطرق أبوابها.
أخبرنا الشاب العشريني مصطفي محمود؛ الطالب بالفرقة الثالثة كلية آداب مكتبات الأزهر؛ أنه تعرف على بعض من رفاقة صدفًة البعض الآخر من معرفة سابقة تعود لأيام الطفولة.
يروى أنهم قبل إقدامهم على تنفيذ مشروعهم، كان كل واحد منهم يعمل إلى جوار دراسته حتى يوفر مصاريفه، فمنهم من كان يقف في سوبر ماركت وآخر في مطعم وحينما التقوا اتفقوا فيما بينهم أن يدخروا نقودًا من عملهم كي يبدأوا مشروعًا خاص بهم، فقرروا جلب ملابس جديدة مستوردة من الخارج والاتفاق ايضًا مع مصانع هنا على توفير خط انتاج لهم.
وهكذا بات لهم مشروعًا منحوه اسم "رداء" يقول مصطفى: مشروعنا بسيط وكان هدفنا منه توفير مصدر دخل نصرف منه على أنفسنا، ولكن مع اقتراب العيد، لمسنا عدم قدرة البعض على الشراء إما بسبب ديون اثقلت كاهلهم، أو لضيق ذات اليد، وهنا قررت أنا ورفاقي بعمل شئ لوجه الله لا نريد من وراءه صيت أو شهرة أو اي شئ، وهو توفير ملابس بسعر التكلفة فقط، لمن لن يتمكن من شرائها بسعرها المعروض به، ولا نريد اي ربح.
وتابع: الملابس المقدمة لهم مستوردة وجديدة ومنها ما هو مصنوع هنا وجميعها ذا جودة عالية، وليست ثياب مستعملة أو اي شئ من هذا القبيل.
يعتمد مصطفى صاحب الـ 21 ربيعًا، ورفاقه ممن يدرسون في كلية لتجارة و هندسة ودراسات إسلامية، على استحضار حس الفكاهة في الرد على تلك الفئة التي يبدو من تعليقاتها الحرج في طلب الملابس بسعر زهيد، من خلال صفحة رداء على موقع التواصل الاجتماعي، حيث تتم عملية البيع والشراء، فيقول: "مركزين على عنصر القلش والهزار، عشان نشيل الحائل، فمثلا بنقولهم احنا حالنا كله واحد واحنا طلبة وعلينا ديون برضه وهكذا..".