"أنطولوجيا العقبة.. الروح والجسد" كتاب يعيد القارئ إلى أول الأشياء والأسماء، ويقرأ التحولات بحسٍّ تبادلي بين الإدراك والوعي.
ويقدم الكتاب الصادر حديثًا لمؤلفتيه حذام قدورة وسهام ملكاوي، عن "الآن ناشرون وموزعون" بعمّان، قراءة منهجية لمعرفة المكان الذي لا يختص بالعقبة وحدها، وإنما هي منهجية لقراءة جسد المكان وروحه.
ويطرح عدة تساؤلات منها: "هل يمكن القول أن للمدينة، أية مدينة، شخصية وملامح يمكن أن نعرفها من خلال سماتها الخاصة التي تميزها عن الأخريات من المدن، أليست كلها أبنية وفضاء وشوارع، أليست كل المدن متشابهة في ذلك.
هناك من يقول ، لا ، المدن ليست متشابهة، فلكل مدينة ملامحها التي تتكون من جسدها الهندسي، ويحدد علاقتها وحدودها مع الآخرين، ولها سماتها الداخلية التي تحدد نمط إنتاجها، وبالتالي نشأتها الأولى.
يتكون الكتاب من جزئين، الأول اشتمل على خمسة فصول تحدثت عن أصل التسمية، شخصية العقبة وحكايات آيلة، وتطوّر الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في العقبة.
ويتناول الكتاب ضمن فصول الجزء الأول أنطولوجيا المرأة العقباوية، وتطوّر العمران في المدينة.
ويشتمل الجزء الثاني من الكتاب، الذي يقع في مئة وتسعين صفحة، شهادات لعدد من الكُتّاب والشعراء والأكاديميين، حيث كتبت الشاعرة مريم الصيفي عن مدينة العقبة التي تتغنى بذاتها، وقدم أستاذ الفلسفة بالجامعة الأردنية د. أحمد ماضي شهادة إبداعية عن المدينة، وقدّم رئيس إقليم البتراء والعقبة السابق د.كامل محادين شهادة حول عمارة المدينة.
وقدّم عبدالله كرم منزلاوي شهادة بعنوان سمات وملامح، فيما قدّم محمود سلمان هلالات شهادة بعنوان العقبة المدينة السياحة.
وتضمن الكتاب الذي جاءت صفحاته بالألوان ملاحق حول مفهوم الأنطولوجيا، ومعنى الفينومنولوجيا، وشهادات وأقوال الرحّالة في مدينة العقبة.
وتلقي المؤلفتان، الضوء في المقدمة على منهجهما في الكتاب، بالإشارة إلى أنهما استنارتا بالقراءة المفاهيمية التي انتهجها المفكر جمال حمدان في قراءة شخصية مصر بتوظيف الموقع والموضع في قراءة المدن لتقديم صورة بانورامية شاملة للمدينة.
يُعرف الكتاب ضمن ملاحقه الإطار النظري لمفهوم الأنطولوجيا الذي يدل على علم الوجود كواحد من الفروع التي تتصل بالفكر الإنساني ونظرية الوعي بالوجود.
أما الفينومنولوجيا، فهي فلسفة الماهيات التي تصف الظواهر باستقلال عن الوسائط المادية التجريبية التي تبحث في جوهر الأشياء.
ويبحث الكتاب في أصل التسمية القديمة للمدينة، أيلة، إيلة، بيت إيل، بيت الله، والعلاقة بين المكونات الحروفية والموسيقية بين العقبة وارتباطها المعرفي مع أيلة.
ويلقي الكتاب الضوء على تاريخ المدينة منذ العصور القديمة، موردًا عددًا من الحكايات التي ترتبط بالمكان، ومنها بحر القلزم، الانهدام العظيم، ثم أيلة الأدومية ونشأت الصراعات، وأيلة النبطية، وأيلة خاصرة البحر، وأيلة المسيحية.
ويورد الكتاب ضمن حكايات المدينة كتاب الأمان من الرسول عليه السلام لأهل أيلة، ثم أيلة الإسلامية في العصر الأموي والعباسي.
ويورد الكتاب عن حال مدينة أيلة في عهد صلاح الدين الأيوبي، ثم أيلة المملوكية، والعقبة في العهد العثماني، وحكاية خط الحديد الحجازي، للوصول إلى العقبة الحديثة ودورها في الثورة العربية.
ويتحدث الكتاب عن سكان العقبة وأزياؤهم وتطور المدينة العمراني والتجاري الاقتصادي وارتباط ذلك ثقافيا واجتماعيا بالبحر.
ويفرد الكتاب فصلا لأنطولوجيا المرأة العقباوية وتأثير انقسام العقبة بين التبعيتين المصرية والشامية وتكوّن المزيج السكاني، ليتناول الكتاب تطور العمران في مدينة العقبة وارتباطه بثقافة السكان.
على الغلاف الأخير كتبت المؤلفتان: " قراءة جديدة تفكك طبقات التاريخ لتصل إلى جسد المدينة في لحظاته الأنطولوجية الأولى".
يشار إلى أن المؤلفتين صدر لهما كتب مشتركة منها: "أنطولوجيا عمّان.. الروح والجسد"، "أنطولوجيا الكرك.. الروح والجسد"، و"سر المزولة".