لماذا أصبحت هناك سمعة سيئة لتأثير الأموال الخليجية على كرة القدم؟ مع كثير من الاتهامات لاتحادات كرة القدم والحكومات واللاعبين حول العالم بمحاولات التهرب الضريبي ودفع الرشاوى والتلاعب المالي، أصبحت لكرة القدم سمعة سيئة تتعلق بالفساد.
وإقليميًا تطارد اتهامات إفساد كرة القدم مستثمرين ومسئولين في قطر والإمارات.
صعود مانشستر سيتي: منذ استحواذ الشيخ منصور بن زايد على نادي مانشستر سيتي الإنجليزي في عام 2008، أصبح النادي أحد أقوى الأندية في إنجلترا وأوروبا. وفاز بالدوري الممتاز 4 مرات، وبكأس الاتحاد 3 مرات وكأس رابطة الأندية المحترفة 4 مرات.
وبفضل البترودولار أصبح النادي متسيدًا للبطولات المحلية بعد أن كان يعيش لعقود في ظل نادي مانشستر يونايتد.
ويواجه السيتي حاليًا احتمالات الإيقاف لمدة عام من المشاركة في دوري أبطال أوروبا بتهمة مخالفة قواعد الاتحاد الأوروبي للعب المالي النظيف، وهو ما قد يعطل مرة أخرى حلم النادي بأن يصبح بطلا لأوروبا.
تحتوى التقارير التي نشرتها منصة "فوتبول ليكس" التابعة لصحيفة دير شبيجل الألمانية العام الماضي على معلومات تشير بأن ملاك نادي مانشستر سيتي استخدموا بعض الحيل المبتكرة للالتفاف حول القواعد المالية.
ووفقا لتلك التسريبات، فإن مسئولي النادي ضخموا من قيمة عقود الرعاية الخاصة بفريق الكرة، وأسسوا شركات وهمية لإخفاء الإنفاق الزائد عن الحد بعيدا عن أعين مسئولي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) لتجنب عقوبات مخالفة قواعد اللعب النظيف.
والآن، فإن لجنة التحقيق التابعة لليويفا برئاسة رئيس الوزراء البلجيكي السابق إيف لوتيرم أوصت بحرمان مانشستر سيتي من المشاركة في دوري أبطال أوروبا لموسم واحد على الأقل.
والقرار النهائي الآن لغرفة الحكم بلجنة الرقابة المالية على الأندية، وهو ما قد لا يتم قبل بداية الموسم المقبل يمكنكم قراءة التحقيق الذي أجرته دير شبيجل كاملا على أربعة أجزاء من هنا: الجزء الأول | الجزء الثاني | الجزء الثالث | الجزء الرابع.
الاتهامات تطارد الدوحة: في عام 2011، أصبحت مؤسسة قطر للاستثمار الرياضي مالكة لنادي باريس سان جيرمان، أكبر أندية فرنسا، والذي لا يجد صعوبة في الفوز بالدوري الفرنسي، لكنه لا يستطيع الوصول إلى الأدوار النهائية في دوري أبطال أوروبا.
ضخت الأسرة الحاكمة في قطر أموالا ضخمة تجاوزت حتى ما أنفقه آل نهيان في مانشستر سيتي، وتمكنوا من تكوين فريق يضم مجموعة من أقوى المواهب على المستوى العالمي، لكنهم لم يتمكنوا أبدا من تحقيق الآمال المعلقة عليهم.
في موسم انتقالات واحد اشترى النادي الباريسي البرازيلي نيمار برقم قياسي عالمي بلغ 222 مليون يورو، كما اشتروا الموهبة الواعدة آنذاك كيليان امبابي بـ 180 يورو وهو في سن 19 عاما من منافسه نادي موناكو، قبل أن يصبح بطلا للعالم مع منتخب فرنسا العام الماضي.
وإلى جانب الاتهامات بالرشوة طالت الحكومة القطرية ومسؤولي الفيفا بسبب استضافة كأس العالم 2022، فإن ملاك باريس سان جيرمان اتهموا أيضا بمخالفة قواعد اللعب المالي النظيف. ومثل السيتي، استخدم باريس سان جيرمان عقود رعاية قديمة لعمل زيادة وهمية في الدخل، وهو ما أدى إلى توقيع غرامة عليه بقيمة 60 مليون يورو في عام 2014.
وفي عام 2017، فتح تحقيق جديد في الرسوم الباهظة التي دفعت في صفقتي نيمار وامبابي، لكن تمت تبرئة النادي من أي مخالفات مالية في الفترة بين 2015 و2017.
من يراقب المراقبين؟ ويرى البعض أن عدم توقيع عقوبات أغلظ على تلك الأندية يعود بشكل كبير إلى رئيس الفيفا جياني انفانتينو.
وتكشف تسريبات دير شبيجل كيف أن رئيس الفيفا عمل لضمان عدم الإطاحة بتلك الأندية من دوري أبطال أوروبا، وبدلا من ذلك توقيع عقوبات مخففة عليهم.