أعمال تطوير وتحديث كبيرة شهدها استاد الإسكندرية خلال الشهور والأيام الماضية، لاستقبال مباريات المجموعة الثانية في بطولة كاس الامم الافريقية 2019، أظهرت الاستاد الأولميبي الأقدم في أفريقيا حيث تم إنشائه في عشرينيات القرن الماضي في أبهى صورة له، ولكن ظل هناك جزء من سور الاستاد محتظا بنفس شكله وطابعه القديم والذي لا يعود للعشرينات ولكن للعام 868 م تقريبا.
والجزء التاريخي الذي يظهر جليا من سور الاستاد والذي يظهر جاليا بأحجاره الكبيرة وطابعه القديم ملحقا به بوابة أثرية هو أخر ما تبقى من سور الإسكندرية الذي شيده أحمد بن طولون، عام 868 م، والبوابة هي بوابة الزهري. يقول إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين بالإسكندرية، أن هذا الجزء من السور القديم هو أخر ما تبقى منه بالإضافة إلى أجزاء موجودة في حديقة الشالالات المجاورة.
وأضاف "عاصم"، في تصريح لـ"مصر العربية"، أن هذا الجزء من سور الإسكندرية القديم، الموجود داخل الاستاد سمي بــ"بوابة الزهري"، لوجود قبر الزهري-أحد أولياء الله الصالحين- ويقع في الجهة المقابلة لها، ويعود إلى القرن الـ 13 الميلادي. وعن تاريخ الاستاد قالت الباحثة التاريخية علا عبد المنعم، أن ستاد الإسكندرية هو اول استاد في مصر والاقدم في قارة افريقيا والشرق الاوسط ومن اقدم 5 استادات في العالم بشكل عام.
وتابعت:"بدأ التفكير لأول مرة في إنشاء الاستاد في العام 1910 من خلال مندوب مصر باللجنة الاولمبية انجلو بولانكي والذي أراد أن تتمكن الإسكندرية من تنظيم أول دورة العاب اولمبية في مصر فطلب من بلدية المدينة تخصيص قطعة أرض لبناء الاستاد. وأشارت إلى أنه قد تم اسناد تصميم الاستاد للمهندس المعماري الروسي "تيكوسوف" والذي قام بإعداد وتخطيط الميدان المقابل والشوارع المحيطة للمهندس "الريكز". ولفتت إلى أن الملعب قد انشأ علي الطراز الروماني "Neo-Roman style" وعلي طراز ملاعب أثينا وعلى مساحة 132 ألف متر مربع بمدرجات مقسمة الي 4 أقسام تستوعب حوالي 18 الف متفرج وفي وسطها مقصورة رئيسية بتضم الصالون الملكي والذي كان مخصص لاستقبال افراد العائلة الملكية. وأضافت أن الاستاد يتميز بواجهة جمالونية مثلثة الشكل مستوحاه هي والسور من أقواس النصر الرومانية وعلي جدران السور منحوتات بتصور الالعاب الأولومبية، بالإضافة إلى أن جزء من سور الاستاد هو جزء من سور الاسكندرية الاسلامية القديمة وتم الحفاظ عليها بانها دخلت ضمن جدار الاستاد.