بعد اتفاق التهدئة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ودولة الاحتلال الإسرائيلي، هددت حكومة الاحتلال مساء السبت، الحركة باتخاذ "خطوات عقابية" حال استمرار اطلاق البالونات الحارقة على مستوطنات غلاف غزة .
وذكرت صحيفة "القدس" الفلسطينية عن مصدر اسرائيلي، أنه سيتم منع إدخال الوقود لمحطة الكهرباء، كما أنه سيتم خفض كميات الوقود التي تزود إسرائيل بها القطاع، في حال استمر إطلاق البالونات تجاه المستوطنات مشيراً إلى أن الخيار العسكري لا زال مطروحا على الطاولة .
ونقلت القناة 13 العبرية عن عضو مجلس في الكابنيت إنه سيدعم الخيار العسكري ضد من وصفهم بـ "الهمج" في غزة، منوها إلى أن الكابنيت سيبحث استمرار الحرائق في غلاف غزة خلال جلسته الأربعاء المقبل.
وأشارت القناة العبرية ،أن ثلاثة حرائق على الأقل اندلعت السبت في مستوطنات غلاف غزة، تأكد أن اثنين منها بفعل بالونات حارقة أطلقت من القطاع.
وذكرت القناة 12 العبرية، أنه "احتجاجًا على البالونات المفخخة التي يتم إطلاقها نحو مستوطنات غلاف غزة ، يستعد سكان الغلاف للتوجه إلى الأمم المتحدة بشكوى ضد حماس".
وفي الإطار ذاته، دعا وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، مساء السبت، موشيه يعلون، جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى اتخاذ قرارات بقصف مبانٍ تابعة لحركة حماس في قطاع غزة، رداً على ما أسماه "الإرهاب" الفلسطيني المنطلق من القطاع.
وأضاف يعلون في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي:" نحن بحاجة إلى فرض ثمن على الجانب الآخر، من خلال اتخاذ خطوات عسكرية صارمة يمكن من خلالها إعادة قوة الردع والهيبة للجيش الإسرائيلي".
وتابع يعلون:" ينبغي أن يتم إسقاط مبنى من مباني ومنازل قيادات حركة حماس، مقابل كل حقل يحترق بفعل البالونات الحارقة التي يطلقها الفلسطينيون من قطاع غزة".
وتوصلت إسرائيل وحماس برعاية مصرية وأممية لاتفاق يضمن إعادة الهدوء مقابل أن تسمح سلطات الاحتلال، مجددا بإدخال الوقود لمحطة الكهرباء وتوسيع مساحة الصيد إلى 15 ميلا بحرياً.
ومن جانبها، أفادت قناة "كان" الرسمية انه بعد اتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة، تطالب الحركة حاليا بخمسة ملايين دولار شهريا لمعاشات موظفيها من الأموال القطرية، لكن إسرائيل رفضت الطلب وبعثت رسالة شديدة اللهجة تدعو حماس فيها الى وقف البالونات الحارقة او خوض جولة جديدة من القتال.
وقالت "كان" ان حماس مصرة على تجديد تمويل رواتب موظفيها بسبب وضعها المالي الصعب وبسبب الانتقادات المتوقع ان تواجهها. ففي شهر يناير الأخير، بعد ان حصلت حماس على مدار شهرين على أموال للرواتب من قطر، اضطرت الحركة الى طلب تحويل الأموال الى قنوات أخرى بعد الانتقادات التي تعرضت لها في القطاع-بأنها تهتم فقط بعناصر التنظيم.
ورفضت حماس في حينه الحصول على الأموال التي خصصت للمعاشات، وبعد الأزمة التي طرأت تقرر ان يتم دفع الأموال القطرية الى العائلات المحتاجة والى مشاريع تشغيل للأمم المتحدة في قطاع غزة.
وجاء انه في منتصف الشهر الحالي طرأت ازمة جديدة حول الموضوع بطريقة عكسية: المبعوث القطري محمد العمادي دخل الى القطاع مع 10 ملايين دولار لتوزيعها على 100 الف عائلة محتاجة، لكن حماس طالبت بأموال للمعاشات-ورفضت السماح بتوزيع الأموال على المحتاجين فقط. وهذا هو سبب تأخير توزيع الأموال. وفقط بعد مرور عدة أيام وافقت حماس على تلقي جزء من الأموال- وعندها وزعت ستة ملايين دولار على 60 الف عائلة محتاجة في قطاع غزة. أما الأربعة ملايين دولار المتبقية، فقد تم ايداعها في بنك في قطاع غزة لتوافق إسرائيل على تحويله الى معاشات موظفي حماس.
وقالت مصادر فلسطينية إن قائد حماس، يحيى السنوار، صادق بنفسه على قرار العودة الى تفاهمات التهدئة ووقف اطلاق البالونات الحارقة الخميس، وذلك بعد وصول رسالة شديدة اللهجة من إسرائيل عبر الوسطاء تقول: "ان لم تتوقف البالونات- فان قطاع غزة سيكون عرضة لجولة قتالية جديدة".
ووفقا للمصادر، استمرت جهود منع تدهور الاوضاع حتى منتصف ليلة الخميس قبالة جمعة، وكانت على وشك الفشل، لكن في اللحظة الأخيرة جاء "الضوء الأخضر" من السنوار بأن سمح بتطبيق التفاهمات.
وكشفت مصادر لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الخميس، بنود اتفاق التهدئة التي دخل حيز التنفيذ مساء الجمعة، لإيقاف إطلاق البالونات الحارقة التي عادت وبشكل مكثف مع بداية مؤتمر البحرين الذي عارضته الفصائل والقيادة الفلسطينية.
وننشر فيما يلي بنود التهدئة التي تم الاتفاق عليها وهي كالتالي:
- تتوقف حماس عن إطلاق البالونات الحارقة.
- السيطرة على المتظاهرين على طول السياج .
- تجدد "إسرائيل" دخول صهاريج وقود الديزل إلى محطة توليد الكهرباء.
- توسع مساحة الصيد إلى 15 ميل.
- تعيد 60 قاربًا تمت مصادرتها من صيادي غزة على مر السنين.
وقال المصدر لإذاعة جيش الاحتلال أنه تم التوصل إلى هذا الاتفاق بمعرفة وموافقة رئيس
الوزراء نتنياهو.