اشتهرت مصر على مدى تاريخها بفنونها التراثية وصناعها المهرة الذين أبدعوا في مجالات عدة منها الخيامية والأرابيسك والزجاج المعشق والتطعيم بالصدف والخزف والفخار والسجاد اليدوي والطرق على النحاس وغيرها، وتوارثت من جيل إلى جيل، حاملة معها البصمة الوراثية للإبداع والجمال والدقة والإتقان. والحرف التراثية والتقليدية مبعث فخر للأمم وأكبر دليل على عراقتها وأصالتها وخير تعبير عن هويتها الوطنية وصلة وثيقة لا تنفصم ولا تنقطع بين الماضي والحاضر، ومن هذا المنطلق أعلنت الدكتورة إيناس عبد الدايم؛ وزير الثقافة، عن مبادرة "صنايعية مصر". وتعيد مبادرة "صناعية مصر" للتدريب المهني، الحرف التقليدية والتراثية المصرية الى دائرة الضوء وتعمل على إحيائها وتأهيل جيل جديد من المبدعين فى هذا المجال، ويقوم بتنفيذها صندوق التنمية الثقافية برئاسة الدكتور فتحي عبد الوهاب فى مركز الفسطاط للحرف التقليدية.
قالت وزير الثقافة: إن إطلاق مباردة "صنايعية مصر" للتدريب المهني تأتي انطلاقًا من الدور الوطني الهادف إلى صون الهوية والحفاظ على ملامحها المتفردة وضمن الاستراتيجية الهادفة إلى تحقيق محاور التنمية المستدامة. وأشارت إلى أنّ الحرف التقليدية والتراثية أحد مفردات الإرث الثقافي ومن الثوابت الراسخة في الذاكرة حيث تميز المجتمع المصري على مر العصور بعشرات الأنواع من الحرف اليدوية التي توارثتها الأجيال وأمست مدلولًا للجمال والدقة والإتقان وعلامة للإبداع المحلي. وأضافت أن المبادرة تهدف إلى تنشئة أجيال جديدة من العاملين المهرة وبناء قاعدة انتاجية فى هذا المجال تصبح اساساً لانطلاق مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر للشباب يتم استثمار انتاجها فى فتح افاق تجارية عالمية مبتكرة والترويج الخارجى لمصر سياحياً الى جانب نشر قيم الجمال بين ابناء الوطن. يذكر أن، مبادرة "صنايعية مصر" مشروع يهدف إلى التدريب على الحرف التقليدية والتراثية فى مجالات "أعمال النحاس – الصدف – القشرة – الخيامية – الخزف – الحلى التراثية". وتستهدف المبادرة أبناء الوطن من سن 18 حتى 40 عام ويمنح المتدربين به شهادة معتمدة بعد اجتياز فترة التدريب التى تصل مدتها الى 8 شهور وتتم على مرحلتين الأولى للمبتدئين والثانية لرفع كفائة الحرفة وذلك من خلال 52 ساعة دراسية شهرياً منها 16 ساعة للدراسة النظرية و36 ساعة للدراسة العملية والتطبيقية على أن تضم كل دورة من 10 إلى 15 متدربًا.