رغم النجاح التنظيمي الكبير الذي حققته مصر في بطولة أمم أفريقيا التي انطلقت منافساتها يوم 21 يونيو الماضي وتستمر حتى يوم الجمعة المقبل، إلا أن ملف الحضور الجماهيري يظل أحد الألغاز المحيطة بالبطولة.
ومنذ الدور الأول تلاحظ ضعف الحضور الجماهيري في معظم المباريات، عدا بالطبع المباريات الخاصة بمنتخب مصر والذي انتهى مشواره في البطولة عند دور الـ 16.
تفسير مرجح
وأرجع كثيرون عزوف الجماهير المصرية عن حضور مباريات البطولة بشكل كبير، إلى ارتفاع أسعار التذاكر خصوصًا في الأدوار الإقصائية.
حيث بلغ سعر تذكرة الدرجة الثالثة في الدور ربع النهائي 200 جنيه، ويرتفع هذا السعر إلى 300 جنيه في الدور نصف النهائي وصولًا إلى 500 جنيه في المباراة النهائية.
أما عن سعر تذكرة الدرجة الثانية فقد بلغ في الدور ربع النهائي 400 جنيه ثم 500 جنيه في نصف النهائي وصولًا إلى 750 جنيه في المباراة النهائية.
This is what happens when you cruise through to the semi-finals ????#CarthageEagles #TotalAFCON2019 pic.twitter.com/M9MF3R8irX
— CAF (@CAF_Online) July 11, 2019
مشكلة قائمة
وفي ظل استحالة إجراء تعديل على الأسعار الخاصة بتذاكر مباريات البطولة في الوقت الحالي، وخروج المنتخب المصري منظم البطولة وصاحب الأرض من المنافسة، أصبحت مباريات الدور نصف النهائي والنهائي مهددة بإقامتها وسط حضور جماهيري أقل من المأمول.
ولا شك أن حدوث ذلك سيضع اللجنة المنظمة للبطولة في حرج كبير، خصوصًا وأن البطولة تحظى بمتابعة كبيرة على المستوى العالمي، كونها تقام صيفًا للمرة الأولى في تاريخ بطولات أمم أفريقيا، كما أنها النسخة الأولى التي شهدت مشاركة 24 منتخبًا بدلًا من 16 منتخب مثلما كان معمولًا به في النسخ السابقة.
نظام إلكتروني
وبحكم وجود نظام إلكتروني ينظم عملية دخول الجماهير إلى الملاعب، قد يكون من الصعب اللجوء لحل آخر للتغلب على مشكلة ضعف الحضور الجماهيري، من خلال قيام بعد الشركات والهيئات الوطنية بشراء مجموعات كبيرة من التذاكر وتوزيعها كهدايا على العاملين بها.
والمؤكد أن هذا السيناريو سيصطدم بالنظام الإلكتروني لحجز التذاكر، والذي يلزم الراغب في حضور أي مباراة بضرورة امتلاكه بطاقة مشجع، وأن يكون تلك البطاقة مطابق للرقم الموجود في التذكرة الموجودة بحوزته.
حضور غير كاف
وبأي حال من الأحوال لا يمكن الرهان على جماهير الفرق التي بلغت الدور نصف النهائي وهي تونس والجزائر ونيجيريا والسنغال، من أجل حل هذه الإشكالية سيما وأن نسبة حضورهم في المباريات لم تصل للدرجة التي تُظهر المدرجات ممتلئة.
Must have been a piece of heaven in there ????#CIVALG #TotalAFCON2019 pic.twitter.com/rksfMvrwmR
— CAF (@CAF_Online) July 11, 2019
ومن المقرر أن تقام المباريات المتبقية في البطولة بملاعب القاهرة والسلام والدفاع الجوي، وتبلغ السعة الجماهيرية لملعبي السلام والدفاع الجوي نحو 30 ألف مشجع، فيما تصل سعة إستاد القاهرة الذي ستقام عليه المباراة النهائية إلى 74 ألف متفرج.
والمؤكد أنه أيا كان المنتخبان طرفا المباراة النهائية فلن تكون الجماهير الخاصة بهما قادرة حتى على ملئ نصف سعة الإستاد، وهو ما سيجعل هذه الجزئية تتصدر السلبيات المحيطة بالنهائي المنتظر، وكذلك بمباراتي الدور نصف النهائي.