بعيدًا عن الشواطئ.. «السياحة السوداء» تجذب مواطنين لمناطق الكوارث

السياحة السوداء

بينما يبحث  السواد الأعظم من البشر وراء السفر إلى تلك المناطق الخلابة سواء بالمناظر الطبيعية أوتلك الساحلية،  هناك من يفضل اقتناص فترات العطلة في مناطق الدمار والكوارث وتلك التي ينبعث منها رائحة الموت، فيما يُعرف بـ "السياحة السوداء". 

 

السياحة "المعتمة أو السوداء أو المظلمة أو سياحة الحزن أو سياحة المأساة بالإنجليزية" كلها مُسميات ارتبطت بالأمر ذاته، وتم تعريف هذا النوع من السياحة بأنه يتجلى في السفر إلى مواقع ارتبطت تاريخيًا أو سابقًا بالموت والمآسي الإنسانية. 

 

ابتكر هذا المصطلح الباحثان في مجال السياحة البريطانيان جون لينون ومالكولم فولي في 1996،  ويشير المصطلح في معناه الأوسع إلى زيارة أماكن الدمار والموت، بحسب موقع عين. 

 

يوجد نحو 700 موقع لهذا النوع من السياحة في 90 دولة على مستوى العالم، ففي أمريكا يتوجه البعض لرؤية مكان سقوط برج التجارة العالمي في أحداث 11 سبتمبر الشهيرة. 

 

 أما في اليابان فمن أبرز مواقعها التي تندرج تحت مسمى السياحة السوداء هي موقع الانفجار النووي الأول في هيروشيما، فضلًا عن موقع انفجار مفاعل تشرنوبيل في أوكرانيا ومتحف الابادة الجماعية في رواندا، وجدار برلين ومعسكرات الابادة النازية في المانيا. 

 

 

غابة الانتحار اليابان

 

تقع غابة الانتحار اليابانية أو "أوكيغاهارا" في منطقة كوشو، وكانت توصف بأنها أفضل مكان للموت، وهي الآن أحد أشهر أماكن الانتحار في العالم، حيث أنها تشهد سنويًا ما يتراوح بين 30 إلى 100 حالة انتحار، بحسب موقع سبوتنيك. 

 

بسبب الكثافة الشديدة لأوراق شجر الغابة فإنه يكاد يكون من المستحيل العثور على جثث من نجحوا في الانتحار هناك. 

 

 وعلى الرغم من أن الانتحار شنقًا هو أكثر الطرق شيوعًا في هذه الغابة، إلا أن هناك من يذهب لينتحر بتناول العقاقير، وأيضًا لا يتم العثور على أصحاب هذه الجثث حيث تغطيهم أوراق الأشجار.

 

موقع انفجار تشرنوبل في "أوكرانيا"

 

في مدينة بريبيات الأوكرانية وقعت أحد أكبر  الكوارث النووية بانفجار مفاعل تشيرنوبل النووي قبل أكثر من 30 عامًا، مخلفًا وراءه عشرات القتلي والضحايا، على اثر الانفجار تم تهجير المواطنين حينها وتجريف الاراضي الزراعية وقتل الحيوانات وابادة اي شئ يمكن أن يكون حاملًا للاشعاع،  وتحول المكان إلى أطلال مدينة، تحولت فيما بعد وعقب مرور سوات طوال لمزار سياحي، ونشطت أكثر عقب  المسلسل الذي أنتجته شبكة HBO التلفزيونية الأمريكية، المكون من 5 أجزاء مدة كل حلقة ساعة، والذي ركز على بداية الكارثة ومحاولة احتوائها والجوانب الانسانية وما خلفته من دمار. 

 

فرغم التحذيرات من أن أثار الاشعاعات التي نجمت عن الكارثة لازالت قائمة رغم مرور  السنون، إلا أن البعض يهوى  ذاك النوع من السياحة الخطرة. 

 

جزيرة الدُمى المكسيكية

 

اسمها الإسباني La Isla de la Munecas ، هي احدى الجزر التي تقع في المكسيك إلى الجنوب من العاصمة مكسيكو سيتي،  وتنتشر عندها مجموعة من البحيرات. 

 

وتعود قصة الجزيرة لشخص يدعى  دون جوليان سانتانا .. ذات ليلة  وجد  فتاة غارقة وجرفتها الأمواج إلى الشاطئ.

 

 دائمًا ما كان يشعر أن روحها الشريرة تطارده،  وعليه قام بشنق مئات من الدمى على الأشجار بجانب منزله لإرضاء روحها، وسرعان ما وُجد جثة سانتانا فى نفس المكان الذى وجدت به جثه الفتاة.

 

بمرور الأيام والسنين، تحولت الجزيرة إلى معرض كبير للدمى، ففي كل ركن من أركانها، وعلى كل شجرة، كانت هناك دمى وعرائس تحدق بالغادين والرائحين من ركاب الزوارق المارة بالقنوات والأنهر المحيطة بالجزيرة، كانت تحدق كأنها تبحث وتفتش في الوجوه، علها تعثر على أصحابها، على أولئك الأطفال الصغار الذين كانوا يدللونها في يوم من الأيام .

 

 

في عام 2001، تم العثور على جثة دون جوليان طافية على سطح الماء في نفس البقعة التي شاهد فيها طيف الفتاة الغارقة قبل نصف قرن من الزمان.

 

لا أحد يعلم على وجه الدقة كيف ولماذا مات دون جوليان، لكنه رحل تاركًا وراءه واحدة من أغرب الجزر في العالم وأكثرها كآبة.

 

بعض المزارعين والسكان القريبين من جزيرة دون جوليان راحوا ينشرون قصصا غريبة عن دمى الجزيرة، قالوا بأنها تحدق بهم بغرابة أثناء مرورهم بالزوارق بمحاذاة الجزيرة، وأقسم بعضهم على أن الدمى كانت تتهامس فيما بينها، وأن البعض منها كانت تومئ إليهم وتدعوهم للقدوم إلى الجزيرة.

 

 

مقالات متعلقة