لهذه الأسباب.. أثريون يحذرون من خطورة نقل مقبرة «توتو وزوجته»

مقبرة توتو وزوجته

أثار إعلان وزارة الآثار البدء في فك ونقل مقبرة "توتو وزوجته تا شريت إيزيس" المكتشفة في منطقة "نجع الشيخ حمد" بمحافظة سوهاج، إلى المتحف العالمي بالعاصمة الإدارية، المخاوف والقلق لدى بعض الأثريين والمؤرخين، الذين حذروا من خطورة فك ونقل المقبرة.

 

وحذر أثريون ومعنيون بقطاع السياحة من أن "تقطيع" ونقل المقبرة كاملة سيلحق ضرر كبير بأحجارها ونقوشها وألوانها، مؤكدين أن الأفضل هو تهيئة المكان الذي تم اكتشاف المقبرة به ووضعه على الخريطة السياحية.

 

 

في شهر إبريل الماضي، أعلنت وزارة الآثار اكتشاف مقبرة مزودجة لشخصين هم "توتو وزوجته تاشريت إيزيس"، في منطقة الديابات بمدينة أخميم بمحافظة سوهاج، بعد تعقب الشرطة لمجموعة من المهربين أثناء حفرهم فى المنطقة بشكل غير قانوني.

 

وتعود مقبرة "توتو" وزوجته إلى العصر البطلمي قبل 2500 عام، إذ كانت تشغل الأخيرة منصب عازفة الصلاصل (الشخشيخة) الخاصة بـ "حتحور".

 

و"الشخشيشة" هى إحدى أهم الآلات الموسيقية التي اختصت بها  "حتحور" ألهه الحب والجمال والموسيقى، مثلما تم تصويرها في معبد دندرة بقنا، وذكر المؤرخون أن الصلاصل الشخشيشة كانت تستخدم فى تهدئة الغضب وإراحة النفس عند سماع النغمات والموجات الموسيقية المختلفة.

 

تضم المقبرة الكثير من النقوش، وهي عبارة عن تراتيل مثل "بواسطة ايزيس العظيمة القاطنة فى قلب مينة آبو"، وترتيل آخر يقول "أتيت لرؤيتك يا أوزير"، كما حوت مناظر تصوير لمجموعة من حاملى شارات الآلهة يرفعها الكهنة، بالإضافة لتمثيل رحلة قارب رع.

 

وبحسب ما أعلنه الدكتور مصطفى وزيرى، رئيس المجلس الأعلى للآثار، عن الكشف الأثرى الجديد حينها، إن حوت بقايا آدمية ومجموعة من دفنات لطيور وحيوانات.

 

ومن أهم دفنات الحيوانات التي عثر عليها هي النسر والصقر وأبو منجل ومن الحيوانات الكلب والقطط والقوارض (الفئران).

 

وتتكون المقبرة من غرفتين زين مدخل الغرفة الثانية بالكورنيش المصري عليه قرص الشمس المجنح، أما العتب فزين بقرص شمس آخر مكتوب على جانبية لقب حورس سيد السماء ،و أثناء أعمال الحفر الأثري عثرت البعثة على تابوتين من الحجر الجيري بداخلهما دفنات آدمية.

 

وقال وزيري، إن المقبرة فى حالة جيدة من الحفظ وتتميز بجمال نقوشها وألوانها الزاهية، كما تحمل النقوش أيضا أسماء لبعض أفراد عائلة صاحبي المقبرة، ومنها أسماء كل من والدها ووالدتها، ووالد و والدة زوجها.

ومع تردد الأنباء حول نقل المقبرة المكتشفة إلى متحف العاصمة الإدارية الجديدة، أعرب أثريون ومؤرخون عن قلقهم بشأن فك ونقل المقبرة، إذ تداولوا منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يحذرون فيها من خطورة ما وصفوه بـ"جريمة ومهزلة" في حق الآثار. 

وتداول عدد من المعنين بالآثار منشورا انتشر في عدد من الصفحات والحسابات الشخصية لشخصيات عامة وصحفيين وغيرها من المعنية بشؤون السياحة والآثار، وجاء في المنشور 

 

:"الموضوع بجد مؤسف ومحزن - الصفحة بقالها 5 شهور عمرنا ما طلبنا من حد يعمل شير بس لأول مرة بنطلب منكم تعملوا شير وعرفوا الناس يمكن نلحق نوقف الجريمة دى فى حق راجل ميت من 2500 سنة كل ذنبه إنه إدفن فى مكان إختاره بنفسه".

 

وأضاف المنشور :"ولأن تقطيع ونقل مقبرة كاملة زى دى هيضر جدا بيها وبأحجارها ونقوشها وألوانها ولو كان الإدعاء دايما بوضع كل المحافظات على الخريطة السياحية فليه كل حاجه حلوه هننقلها لمكان تانى الأولى تهيئتها ووضعها على الخريطة السياحية".

 

ومنذ فترة طويلة يقود الأثري حامد قرمشته، مدير ترميم آثارمخازن متحفية في سوهاج، حملة ضد نقل مقبرة "توتو وزوجته" من سوهاج إلى متحف العاصمة الإدارية".

 

ودشن قرمشته عدة هاشتاجات ضد نقل المقبرة، كما دعا نواب محافظة سوهاج للتدخل لوقف نقل المقبرة، إلا أنه عاد وكتب على صفحته الشخصية على الفيس بوك، أنهم لم يتدخلوا في الأمر، وتم بالفعل نقل أجزاء من المقبرة إلى متحف العاصمة الإدارية.

 

وعن نقل مقبرة توتو وزوجته تاشيرت إيزيس من سوهاج إلى متحف العاصمة الإدارية تحت الإنشاء،  قال المرشد السياحي طارق الشريف، إن ذلك يعد عبثا بالتاريخ والجغرافيا"، معتبرا أنها جريمة في وزارة الآثار.

 

وأشار الشريف، عبر صفحته على فيس بوك، إلى أن المقبرة اكتشفها اللصوص وقُبض عليهم، وتم ترميمها و إفتتاحها في ابريل 2019، وهي في حالة جيدة جدا من الحفظ وتتميز بجمال نقوشها وألوانها الزاهية وتعود للعصر البطلمي.

 

كما تفاعل مع تحذيرات نقل مقبرة توتو وزجته الدكتور سعد الزنط،  مدير مركز الدراسات الاستراتيجية وأخلاقيات الاتصال، إذ أعرب عن تضامنه مع الأصوات التي تحذر من خطورة نقل المقبرة.

 

وقال الزنط، عبر صفحته على فيس بو ك:"الصديق حامد قرمشته وآخرين .. بُح صوتهم لإيقاف جريمة فى حق تاريخنا تجرى على أرض سوهاج ؛ حيث يتم تقطيع ونقل مقبرة أثرية مهمة " مقبرة توتو " بدون عمل تقدير موقف جاد".

 

وأضاف الزنط:"وكالعادة وزير الآثار وأمين المجلس الأعلى للآثار "أصحاب العزبة" لم يأخذوا رأى أصحاب البلد الحقيقيين " شعب وبرلمان".

 

وتابع:" ننضم إليهم فى توجيه نداء لكل أصحاب الضمير فى الدولة لإيقاف التدمير الممنهج لملامح حضارتنا وإبلاغ الشعب - وهو حقه - بحقيقة مايجرى، مايحدث ليس وليد اليوم وقد قلت ذلك مرارا".

 

وأشار الزنط إلى أنه هناك هدف خطير يعمل عليه الصهاينة ونهاياتهم الطرفية فى الشرق الأوسط إبان أحداث سبتمبر ٢٠٠١، إذ تم تدمير وسرقة آثار أفغانستان ثم تم بعد ذلك فى العراق وسوريا ومصر واليمن وليبيا بشكل ممنهج.

 

ورأى أن الهدف هو تدمير ملامح الحضارات الشرقية الحقيقية لحساب حضارة مزيفة ينسج لها الآن فى اسرائيل.

 

مقالات متعلقة