يثير فيلم "هكتور"؛ العمل الأول للمخرج البريطاني جاك كافين، قضية جديرة بالتأمل، ويناقش "هيكتور" رسالة هي: "إذا أحس انسان صادق أنه شارك أو تسبب في خطا أضر بمن يحب فهل هناك من مبرر ليجلد ذاته ويتخلى عن حياته العادية المستقرة ويقدمها قربانا ليغفر له الآخر، أو ليغفر هو شخصيا لنفسه؟".
ولم يكن هذا الجانب الوحيد الذي يناقشة فيلم "هيكتور"، الذي تعرضه لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، الثلاثاء المقبل 6 أغسطس 2019. وعبر المخرج عن الجانب الآخر للفيلم، في حديث للصحافة هو أن الدفء في داخل الأسرة كفيل بأن يريح الإنسان من اشكالية جلد الذات، خصوصًا أن الضرر الذي تسببت به الشخصية الرئيسة فيه "هكتور" أذى زوجته وابنته وتسبب بوفاتها.
هكتور هذا؛ نراه صورة حقيقية للأنسان المشرد المهمش ينام ويستريح ويأكل في أي مكان مع أمثاله لكنه يمتاز بحرصه على النظافة، فهو حريص على تفريش أسنانه وتشذيب لحيته وغسل جواربه، بالإضافة إلى تعامله المهذب والمتسم باللطف مع الاخرين، خاصة أمثاله المشردين.
يبدأ الفيلم من مدينة في "اسكوتلاند" بشمال انجلترا، في الفترة التي تسبق عيد ميلاد الميلاد. ويعد "هكتور" نفسه للانتقال إلى لندن في الجنوب إما سيرًا على الأقدام أو بما يتوفر من وسيلة مواصلات أيًا كانت، حيث أنه حريص على أن يلتقي هناك في لندن مع مجموعة من الأصدقاء المهمشين أمثاله في ليلة عيد الميلاد للاحتفال بهذه المناسبة في ملجأ محدد اعتاد أن يستقبل هذه المجموعة منذ خمس عشرة سنة.
تلقي هذه المسيرة من الشمال إلى لندن في ظروف جوية سيئة مزيدًا من الضوء على شخصية هكتور.
من خلال مسيرة هكتور هذه نتعرف على جانب من حياته، له أخت متزوجة من موظف في شركة كبيرة لبيع السيارات وله أخ أيضًا، وهو لم يراهما ولم يتصل بهما طوال هذه السنوات.
يصل هكتور للملجأ في الوقت المحدد ويحتفل مع أصدقائه المشردين بعيد الميلاد. وفي هذا الملجأ نتعرف على شخصية أخرى في الفيلم تلعب دورًا ثانويًا لكنه مؤثر جدا. هذه الشخصية هي سارة التي تدير وتشرف على احتفال هذا التجمع من المهمشين بحس عال من المسؤولية والرقة.
بعد هذا الاحتفال بفترة يكشف هكتور لسارة عن حكايته، وأنه كان متزوجًا وله ابنة ويعيش حياة مستقرة وفي ليلة عيد الميلاد، وبسبب مشكلة بسيطة نشبت بينه وبين زوجته، غادرت المنزل مع الابنة لتقعا ضحية سائق مخمور أودى بحياتهما. ومنذ ذلك اليوم ترك هكتور منزله وعاش هذه حياة التشرد.
تدور الغالبية العظمى من أحداث الفيلم في أوساط المشردين، والتي يعرضها الفيلم من زاوية جديدة مختلفة كليا عن الصورة التقليدية لعالم المشردين في الأفلام السينمائية.
المخرج هو نفسه الذي كتب النص من واقع تجربته؛ فهو مصور صحفي زار العديد من مناطق العالم، ومن ضمنها غزة، وكان أيضا هاويا لتصوير الطبيعة والوجوه، وقد انعكس هذا على فيلمه وخاصة بفضل تعاونه مع مدير تصوير مميز هو ديفيد ريديكر الحائز على جائزة التصوير من مهرجان ساندانس للسينما المستقلة عن فيلم "أخي الشيطان" العام 2012.
وتعتبر "شومان" ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، ومؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.