قالت صحيفة ميتشبيجل الألمانية: إن استضافة السعودية 200 من عائلات ضحايا وبعض الناجين من مذبحة مسجدي كرايستشيرش لأداء الحج، يمكن أن تعالج الآثار النفسية المترتبة عن الحادث الإرهابي.
أظهر هجوم كرايستشيرش 2019 على مسجدي النور ومركز لينود الإسلامي في نيوزيلندا، مدى شراسة المتطرفين العنصريين المؤمنين بهيمنة الجنس الأبيض.
نقلت الصحيفة عن "تيميل أتاكوكوجو"، أحد الناجين بعد أن أطلق عليه الرصاص تسع مرات خلال الهجوم، قوله: "فرصة الحج "هدية من الله".
ويتواجد أتاكوكوجو البالغ من العمر 44 عامًا ضمن قائمة تضم 200 من الناجين وأقارب ضحايا إطلاق النار في مسجدي كرايستشيرش، يسافرون إلى المملكة العربية السعودية لتأدية فريضة الحج بدعوة من الملك سلمان.
نقلت الصحيفة الألمانية عن أتاكوكوجو قوله: " عندما رأيت المسلح يدخل إلى المسجد ، اعتقدت أنه ضابط شرطة بسبب ملابسه شبه العسكرية، ثم بدأ الرجل بإطلاق النار، ووجدت نفسى أمامه، ووجه رصاصة نحو فمي مما أدى إلى إصابتي بكسر في فكي".
واستطرد أتاكوكوجو: " بعد سقوطي على الأرض ، وقعت على ذراعي اليسرى وواصل المتطرف الأسترالي إطلاق الرصاص نحوي، لكنني نجوت بفضل الله، وعند نقلي لمستشفى فى كرايستشيرش ، لم استطع تناول الطعام لمدة أسبوع ولم أتمكن من الحركة لمدة ثلاثة أسابيع، ولكن بعد عدة عمليات ، أصبحت الآن قادرًا على المشي بدون مساعدة وحصلت على إعانات من الحكومة النيوزلندية بسبب توقف يدي اليسرى عن الحركة"
صرحت "آية العمري" البالغة من العمر 33 عامًا ، شقيقة "حسين" ، أحد ضحايا حادث مسجد النور، للصحيفة الألمانية، بأن شهود العيان والفيديوهات ، تظهر أن شقيقها المقتول على يد متطرف، كان يدافع عن الضحايا ويساعدهم على الهروب من المسجد، لكنه لقى حتفه".
اضافت "العمري"، أنها سوف تصلي لشقيقها أثناء تأدية فريضة الحج وسوف تتحلى بالصبر بعد فقدانها "حسين".
نقلت الصحيفة عن السفير السعودي في نيوزيلندا ، عبد الرحمن السحيباني ، قوله إن الملك سلمان صُدم لهجمات 15 مارس على مسجدين بمدينة كرايستشيرش ، واستاء لمقتل 51 شخصًا مسلمًا على يد شخص عنصرى أسترالي.
وأضاف السحيباني : "في كل عام ، يدعو الملك مئات من المسلمين المتضررين حول العالم إلى أداء الحج ، وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها الملك بدعوة أشخاص من نيوزيلندا في برنامجه السنوي"
قبل أسبوعين ، توجه السفير السعودى إلى مدينة كرايستشيرش ليوزع ملابس الإحرام البيضاء على أسر ضحايا الحادث الإرهابى، وترمز تلك الملابس إلى المساواة بين الرجال والنساء أمام الله.
نقلت صحيفة "ميتشبيجل" عن جمال فودة ، إمام مسجد النور بمدينة كرايستشيرش ، قوله: "إن دعوتنا للحج فرصة ذهبية للناس للارتقاء بالروح".
وأضاف إمام المسجد فودة ، الذي نجا أيضًا من إطلاق النار: "سافر مع مجموعة من عائلات الضحايا كمرشد روحي لهم، والأهم هو أن المجتمع النيوزيلندي ، بما في ذلك المسلمون ، وقفوا ضد الكراهية"
واصل "فودة" ، "سأدعو الله أن يغفر لي خطاياي ، وسأدعو أيضًا لنشر السلام في العالم ، وفى نيوزيلندا"
تنفق المملكة أكثر من مليون دولار لتغطية نفقات رحلات الضحايا التى تشمل الإقامة والسفر ورحلة إلى الأماكن المقدسة في المدينة المنورة، بحسب الصحيفة.
ويجذب موسم الحج السنوي ما يقرب من مليوني مسلم من جميع أنحاء العالم إلى مكة المكرمة وتهدف طقوسه إلى تطهير الأرواح من المعاصى وتقريب الناس من الله.
رابط النص الأصلي