فيديو| كيف تقضي يوم عرفة.. وتحصل على أجر «حج وعمرة»؟

الحجاج على جبل عرفة صورة ارشيفية

"لبيك اللهم لبيك ..لبيك لا شريك لك لبيك..إن الحمد والنعمة لك والملك ..لا شريك لك لبيك" يومين ويصعد الحجاج إلى جبل عرفة وتتعالى أصواتهم بالتكبيرات والحمد، فنجلس نراهم خلف شاشات التلفزيون ونتمنى لو أننا كنا معهم نلبي نداء الله عز وجل، ولكن لم يحرم الله غير الحجاج من فضائل هذا اليوم المبارك، ولكن كيف نستغل هذا اليوم لنكون فيه من الفائزين بما فيه من فضائل حدثنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.

 

فمن لم يكتب الله له زيارة بيته الحرام وأداء الحج، أمامه فرصة عظيمة لتكفير ذنوب عام مضى وعام مقبل، ويمكنه استغلال هذا اليوم العظيم لحصد الكثير من الحسنات وتحقيق الرغبات والدعوات، هو فقط عليه أن يجتهد في الطاعات والذكر الكثير والصيام والدعاء وقراءة القرآن، وغيره من الأعمال الصالحة.

 

 

الذكر والدعاء

 

بداية أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل يوم عرفة، فكما جاء في الموطأ عن طلحة بن عبيد الله بن كريزأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

 

وروى الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. والحديث حسنه الألباني.

 

إذا يفضل في هذا اليوم أن يكثر المسلمون من ذكر الله عز وجل بـ"لا إله إلا وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".

 

وفي هذا لا يمكن أن ينسى المسلم ورده من قراءة أذكار الصباح والمساء، ففيها ذكر الله وتحصين للنفس من كل سوء ومكروه، وتقربا إلى الله عز وجل.

 

الصيام

 

وقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل يوم عرفة، ومنهما ما جاء في صحيح مسلم، عن  أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».

 

وكما أوضحت دار الإفتاء، فإن صوم يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة لغير الحاج سنَّة مؤكدة؛ إذ صامه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحثَّ عليه، وقد اتفق الفقهاء على استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج.

 

حج وعمرة 

 

وإن فاتك أن تكون من حجاج بيت الله الحرام، بإمكانك أن تحصل على ثواب الحج والعمرة وأنت بين جدران  منزلك.

 

ففي الحديث عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم، قال :"مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ"، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ"، رواه الترمذي، وصححه الألباني.

 

 

الاستغفار 

 

في يوم عرفة يعتق  الله الكثير من النار، فكما جاء في حديث مسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :"مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ".

 

لذا يفضل أن يحرص المسلم على دوام الاستغفار في هذا اليوم المارك، لما فيه من أجر عظيم وإعتاق الناس من النار، كما يفضل الإكثاء من الدعاء والتوجه إلى الله بقلب صادق.

 

الصدقة 

 

يمكن أيضا الإكثار من الصدقات وفعل الخيرات في يوم عرفة، لما لها من أجر عظيم تعود على المتصدق بتفريج الكربات واستجابة الدعاء، فضلا عما تدخله من سرور على قلوب الفقراء والمحتاجين. 

 

قراءة القرآن 

 

وإلى جانب التهليل والتكبير والحمد، فلا يمكن أن يضيع يوم عرفة دون قراءة قدر عظيم من قراءة القرآن الكريم، ففيه كنوز لا تحصى من الحسنات.

 

 

صلة الرحم 

 

صِلة الرّحم مِن الأمور الواجبة حُكمًا، والعظيمة أجرًا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أفْشُوا السَّلاَمَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وصِلُوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نِيَامٌ، تدخُلُوا الجنَّةَ بسَلام))[61]، وقال - عليه الصّلاة والسّلام: ((الرَّحِمُ مُعلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقولُ: مَن وَصَلَني وصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ).

 

مساعدة أهل البيت

 

قد يظن البعض ولاسيما النساء أن انشغاله في الأعمال المنزلية يضيع عليها الوقت بعيدا عن ذكر الله، ولكن هذا الوقت إن وضعت له النية الصالحة فيعد تقربا إلى الله، ويمكنها من خلال مساعدة أهل بيتها في قضاء الأعمال المنزلية أن تحصد الكثير من الحسنات. 

 

 

ويمكن تخصيص أوقات للعبادة أو تقسيم مهام اليوم، لتختلس منه أوقات لا يشغلك فيها شيء عن ذكر الله والدعاء، بداية من الثلث الأخير من الليل، فتصلي ما استطاعت من الركعات، وتقضيه في قراءة القرآن والاستغفار حتى صلاة الفجر.

 

 

لاشك أنّ قيام اللّيل عبادة عظيمة جليلة، وقد نُقل عن بعض العلماء تنصيصهم على استحباب قيام ليالي العشر الأوائل من ذي الحجة، منهم الإمام الإمام ابن رجب الحنبلي، ورُوي عن سعيد بن جبير قوله: "لا تُطْفِئُوا سرجَكُم لياليَ العشرِ".

 

وقد أقسَمَ الله تعالى بلياليهِ فقال تعالى: "وَالفَجْرِ * وَلَيالٍ عَشْرٍ "، وهذا يدلُّ على فضيلَةِ لياليهِ أيضًا".

 

وقبل موعد آذان المغرب فتفرغ نفسك ولو ساعة أو نصف ساعة، تذكر فيها الله وتكبره وتحمده، ثم تدعي بما شئت، فالصائم دعوة لا ترد، وفي يوم عرفات أحرى أن يستجيب الله الدعوات.

 

مقالات متعلقة