«أصيل».. مهرجان يحكي تاريخ الحرف اليدوية التراثية في مصر

الحرف التراثية

المصري القديم، منذ فجر التاريخ الأب الروحي للعديد من الفنون، مثل الموسيقى والرسم والنحت وغيرها من الفنون التي ولدت من رحم الحضارة المصرية.

وعلى مر العصور ارتبطت الذاكرة البصرية للمصريين بالحرف اليدوية والتراثية بكافة أشكالها، ومن بين الفنون التي ابتكرها المصريين وأصبحت جزء من هويتنا اليوم، هي الحرف اليدوية التراثية المختلفة.

 

يحكي التاريخ عن محنة الحرف التراثية في مصر، والتي ارتبطت بسقوط دولة المماليك وبداية حكم الدولة العثمانية، وكيف كانت الحرف التراثية واحدة من أهم نقاط القوة للشعب المصري حيث استخدموها للحفاظ على تراثهم وهويتهم في ذلك الوقت، مما جعل السلطان العثماني سليم الأول الذي جلس على عرش حكم مصر يستعين بأكثر من مئة شخص من شيوخ الحرف اليدوية في مصر. وقام بإرسالهم إلى اسطنبول، بهدف نقل هذه القوة الصناعية من مصر إلى هناك، ولكن سرعان ما ظهرت أجيال جديدة من الحرفيين والفنانين المصريين الذين أعادوا لمصر تربعها مرة أخرى على عرش الصناعات والحرف اليدوية التراثية مرة أخرى.

 

وتعتبر مصر حتى الآن، من أهم الدول التي تقوم بصناعة المشغولات اليدوية التراثية في العالم، ولذلك من الصعب أن نقف مكتوفي الأيدي في ظل اندثار بعض الحرف والعزوف عن هذه المشغولات التي يحكي كل نقش عليها قصة بقاء حرف مصرية توارثتها الأجيال على مدار آلاف السنين.

 

وإنطلاقاً من أهمية الحفاظ على الفنون المصرية وتشجيعها، يطلق مشروع التحرير لاونج بالمشاركة مع مؤسسة القلم لنشر وتعليم فنون الخط العربي والزخرفة الإسلامية، النسخة الأولى من "مهرجان أصيل" للحرف التراثية في مقر مشروع التحرير لاونج جوته بوسط البلد، يوم الثلاثاء 20 أغسطس الجاري.

 

ويتضمن المهرجان جلسات نقاشية ثرية حول الحرف التقليدية في مصر يديرها المعماري محمد وهدان؛ المدير التنفيذي لمؤسسة القلم ويشارك بها كل من "مني شاهين؛ مدير ومؤسس مشروع التحرير لاونج جوته، أسامة غزالي - المدير التنفيذي لشركة يدوية، والسيد مصطفى كامل؛ مؤسس مبادرة يلا على الورشة والباحث في الحرف التراثية.

 

يعقب ذلك العرض الأول لسلسلة أفلام "جميل جمال" الوثائقية، والذي يتضمن عرض 12 فيلم قصير مدة الفيلم الواحد 5 دقائق تقريبًا عن أنواع مختلفة من الحرف اليدوية وهي:

"الكتابة على الجلد، النقش على النحاس، الخيامية، اللوحات الخطية، الأويما، الحفر على الرخام، الإبرو، الحصير السَّمار، صناعة الأحبار الخطية، الصدف، تجليد الكتب التراثية وحفر الأسماء عليها يدويًا بالزنكوغراف يدويًا، السيرما".

 

وفي ختام العرض، تفتح المناقشة حول ما تم عرضه بحضور الحرفيين نجوم العرض ثم تكريم الفنانين المشاركين بالسلسلة، على أن يفتتح الفنان الكبير خضير البورسعيدى؛ نقيب الخطاطين والمشرف الفني لمؤسسة القلم، معرض "جميل جمال" المقام ضمن فعاليات مهرجان أصيل؛ لعرض منتجات الحرفيين والفنانين الخطاطين والتعريف بالصناعات الخطية.  كما يقدم الفنانون عروضًا حيًا مباشرة للجمهور للتعريف بالحرف التقليدية والتراثية، ويستمر عرض اللوحات الخطية حتى 27 أغسطس لعام 2019 في مقر التحرير لاونج بوسط البلد.

 

مقالات متعلقة