أشعلها بـ «إرهاب الدولة العثمانية».. «فتنة عون» تنفخ أبواق الطائفية

الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان واللبناني ميشال عون

تتزايد رقعة الأزمة بين لبنان وتركيا، عقب تصريحات رئيس الأولى ميشال عون حول ما سماه "إرهاب الدولة العثمانية"، وسط تحذيرات من أن تقود الأزمة إلى تعميق الشرخ بين اللبنانيين والى نبش أحقاد الماضي والنفخ في أبواق الطائفية.

 

ونفذ مئات المصلين، وقفة احتجاجية، أمام باحة المسجد المنصوري الكبير، في مدينة طرابلس، شمالي لبنان، عقب صلاة الجمعة، معبرين عن رفضهم تصريحات عون.

 

وانتقد مئات من المتظاهرين قيام بضعة شبان قريبين من الرئيس عون، بتعليق لافتة مسيئة لتركيا على مقر السفارة التركية لدى بيروت، الخميس الماضي.

 

وأكد المتظاهرون أن الخلافة العثمانية لا تمثل تركيا فحسب، بل تمثل كل المسلمين في لبنان وفي كل العالم.

 

كما دخل أمين دار الفتوى اللبنانية الشيخ أمين الكردي، على خط الأزمة، معتبراً في خطبة الجمعة، التي ألقاها في مسجد محمد الأمين، وسط بيروت أن من يتهم العثمانيين جزافاً بأنهم إرهابيون، يناقض التاريخ والواقع، وأن هذا الكلام فيه الكثير من التجني.

 

وقال الكردي، إن العثمانيين فيهم الخلفاء المسلمين أمثال السلطان محمد الفاتح، الذي بشر به رسولنا المصطفى، صلى الله وعليه وسلم، "لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش".

 

وفي تطور جديد،  احتشد العشرات أمام مركز التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون في منطقة الضنية (شمال)، رافعين الأعلام اللبنانية والتركية، مستنكرين الإساءة للسفارة التركية في بيروت.

 

وأمس الخميس، استدعت وزارة الخارجية التركية، السفير اللبناني لدى أنقرة، غسان المعلّم، على خلفية  ما قالت إنه عمل استفزازي تعرضت لها السفارة التركية في بيروت.

 

وقالت وكالة الأناضول التركية الرسمية إن مجموعة تتألف من قرابة 8 إلى 10 أشخاص اقتربت في ساعات الصباح أمام السفارة التركية في بيروت، ووصلت بوابة السفارة وعلقت عليها لافتة عليها علم تركيا مع صورة جمجمة مغطاة بالدماء، وعبارة "انتو كمان انضبّوا" (أنتم أيضا الزموا حدودكم).

 

وأضافت أنه يُعتقد أن مرتكبي الاستفزاز مجموعة تسمى "أوميغا تيم"، تابعة للتيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه الرئيس اللبناني ميشال عون.

 

وبدأت الأزمة مع تصريحات أدلى بها عون في خطابه السبت بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس لبنان.

 

وقال الرئيس اللبناني آنذاك :"كل محاولات التحرر من النير (النار) العثماني كانت تقابل بالعنف والقتل وإذكاء الفتن الطائفية. إن إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون على اللبنانيين خصوصا خلال الحرب العالمية الأولى، أودى بمئات الآلاف من الضحايا ما بين المجاعة والتجنيد والسخرة".

 

في المقابل، اعتبرت الخارجية التركية، الأحد، تصريحات الرئيس اللبناني "إساءة سافرة للدولة العثمانية"، مؤكدة أن التصريحات "مؤسفة للغاية وغير مسؤولة".

 

ويرى مراقبون في تلك التطورات بوادر أزمة دبلوماسية بين البلدين قد تتدحرج نحو الأسوأ إذا لم يتم العمل على إحتوائها بالسرعة اللازمة.

 

وفي لبنان، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد لتصريح عون وبين معارض له.

 

وتربط كثير من اللبنانيين علاقات عاطفية وعائلية وتجارية مع تركيا، وتنظر شريحة واسعة منهم إلى تركيا على أنها المتنفس الوحيد المتبقي أمامهم، بعد أن أصبحوا غير قادرين على التوجه في رحلات سياحية إلى دول أخرى بسبب ضعف إمكاناتها المالية.

 

وبلغ إجمالي التجارة الثنائية بين لبنان وتركيا 1,3 مليار دولار في عام 2013، كما تساهم وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" في التنمية في لبنان، مع إنجاز 73 مشروعاً وهناك 12 مشروعاً يتمّ إنجازه بقيمة 50 مليون دولار أمريكي، وأنشأت "تيكا" مشروع المستشفى التركي للحروق والحوادث في صيدا جنوب العاصمة بيروت.

 

يشار إلى أنه وبعد هزيمة المماليك في معركة مرج دابق في العام 1516، أعلن العثمانيون الخلافة الإسلامية التي حكمت في معظم العالمين العربي والإسلامي وامتدت إلى أجزاء واسعة من أوروبا.

وكان لبنان من ضمن البلاد التي خضعت لحكمهم بقيادة السلطان سليم الأول الذي عين الأمير فخر الدين المعني الأول حاكما على لبنان في ذلك الحين.

 

 

مقالات متعلقة