"وودي ألين" فنان متعدد المواهب يقوم بتأليف القصص والمسرحيات وكتابه السيناريو والتمثيل والإخراج، رشح عبر مسيرته الفنية لـ 352 جائزة، وفاز بـ 139 جائزة، بينها أربع من جوائز الأوسكار تشمل اثنتين من جوائز أفضل مخرج واثنتين من جوائز أفضل سيناريو. والفيلم الأمريكي "خذ المال وأهرب" أو "Take the Money and Run"؛ الذي أُنتج عام 1969، يعد أول فيلم من إخراج المخرج وودي ألين الذي قام ببطولة الفيلم واشترك في كتابة السيناريو مع الكاتب السينمائي ميكي روز. يدور الفيلم في إطار كوميدي ساخر، وتعرضه لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، مساء غد الثلاثاء 1 اكتوبر.
الشخصية الرئيسية في الفيلم هو "فيرجيل ستاركويل" الممثل وودي ألين، وهو شخص سيئ الحظ قام بارتكاب العمل الإجرامي في سن مبكرة وتعرض آنذاك لمضايقات المشاغبين الذين كانوا يدوسون على نظارته. وتواصل خمول فيرجيل وسوء حظه كشخص بالغ، وتعرض لسخرية رجال الشرطة والقضاة الذين قاموا أيضا بالدوس على نظارته.
يقع فيرجيل في حب الشابة لويز (الممثلة جانيت مارجولين) التي تعمل في غسيل الملابس ويتزوجان ويرزقان بطفل. ويتعرض فيرجيل للاعتقال خلال محاولته السرقة من أحد البنوك ويحكم عليه بالسجن، ولكنه يحاول الفرار من السجن باستخدام لوح صابون يقوم بنحته بشكل مسدس. ومن سوء حظه أن سقوط المطر يذيب المسدس المصنوع من الصابون عند محاولة هربه من السجن، إلا أنه ينجح في الفرار من السجن في محاولة أخرى.
ويواجه فيرجيل كعاطل عن العمل بعد هروبه من السجن صعوبات شديدة متواصلة في محاولة إعالة نفسه وأسرته، ويتم إلقاء القبض عليه مرة أخرى وضمه إلى عصابة من السجناء في سجن حكومي، حيث يتعرض للجوع وشدة العقوبة.
إلا أنه يفر من السجن من جديد، ثم يتم إلقاء القبض عليه مرة أخرى في محاولة سرقة أخرى، ويحكم عليه بالسجن 800 سنة، ولكنه يظل متفائلا، آملا في تخفيض مدة حكمه إلى نصف تلك المدة.
ويختتم الفيلم بمشهد يظهر فيه "فيرجيل" وهو يقوم بنحت لوح صابون آخر ويسأل عما إذا كان الجو ماطرا خارج السجن، وذلك في إشارة إلى توقع هروبه من السجن مرة أخرى عن طريق استخدام لوح صابون في شكل مسدس.
صورت مشاهد فيلم "خذ المال واهرب" في مدينة سان فرانسسكو بولاية كاليفورنيا، وشمل ذلك تصوير مشاهد عديدة في سجن سان كوينتين بمشاركة 100 سجين في ذلك السجن ظهروا في الفيلم مقابل أجور رمزية.
كما حصل الفيلم على ثناء واسع من النقاد على مر السنين، علما بأنه تم إنتاجه قبل 50 عاما، وسجل الفيلم معدل 90% في موقع تقييم الأفلام السينمائية الذي يضم أكبر عدد من نقاد السينما الأميركيين.
ويجمع هذا الفيلم بين العديد من المقومات الفنية كقوة الإخراج وسلاسة السيناريو والحوار والمواقف الكوميدية المتواصلة وبراعة التصوير والمونتاج والطابع الوثائقي لأحداث الفيلم، وهو ما يؤكد عليه المخرح حين يلجأ إلى استعمال التعليق على الأحداث من خارج اللقطة.
ويتضح فإن الفنان وودي ألين فنان متعدد المواهب يقوم بتأليف قصص وسيناريو أفلامه وإخراجها ويؤدي البطولة في معظمها، كما أنه مؤلف مسرحي قام بتأليف أكثر من 12 مسرحية، وكاتب قصصي صدرت له كتب عديدة وموسيقي موهوب.
ورغم الجوائز التي حصل عليها، إلا أن الفنان وودي ألين، لا يعير أي اهتمام بالجوائز السينمائية ويتجنب حضور حفلات توزيع تلك الجوائز.