بحجة مكافحة الإرهاب وحماية الأطفال، تحاول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا الضغط على "فيسبوك" لوقف خططه لتشفير الرسائل على التطبيقات التابعة للشركة، أو فتح المجال لحكومات الدول الثلاث للوصول إلى محتوى الاتصالات الخاصة بين المستخدمين.
جاء ذلك وفقًا لما جاء في سياق رسالة مفتوحة من وزير الداخلية البريطاني بريتي باتيل والمدعي العام الأمريكي وليام بار ووزير الأمن الداخلي بالوكالة كيفن ماكالينان، ووزير الشؤون الداخلية الأسترالي بيتر داتون إلى مارك زوكربيرج.
الرسالة ستحث "فيسبوك" على عدم المضي قدمًا في خطتها لتنفيذ التشفير دون ضمان عدم التأثير سلبًا على سلامة المستخدم ودون تضمين وسيلة للوصول القانوني إلى محتوى الاتصالات لحماية المواطنين.
وتضيف الرسالة أنه في عام 2018 ، قدم فيسبوك نحو 18 مليون تقرير إلى المركز القومي الأمريكي للأطفال المفقودين والمستغلين ما يمثل أكثر من 90 ٪ من إجمالي التقارير في تلك السنة، وبالتالي فإن 70٪ من هذه المعلومات لن يكشف عنها إذا مضى فيسبوك بخطط التشفير.
وأعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أيضًا، توقيع اتفاقية للوصول للبيانات هي الأولى من نوعها في العالم، سيتاح بموجبها لوكالات إنفاذ القانون طلب بيانات معينة مباشرة من شركات التكنولوجيا دون المرور بالحكومات بهدف تسهيل التحقيقات المتعلقة بالإرهاب وإساءة معاملة الأطفال واستغلالهم والجرائم الخطيرة الأخرى، بعد أن كان هذا الإجراء يمر من خلال الحكومات حصراً مما يجعله يستغرق ما بين ستة أشهر إلى سنتين.
ويناهض زوكربيرج هذا التوجهات على ما يبدو، حيث دافع عن قراره بتشفير خدمات المراسلة في الشركة على الرغم من المخاوف بشأن تأثيرها على استغلال الأطفال والأنشطة الإجرامية الأخرى، وقال إن مخاطر استغلال الأطفال كانت همه الأكبر أثناء دراسة القرار وتعهد بخطوات لتقليل الضرر.
وصرّح متحدثٌ باسم الشركة - في بيان: "نحن نعارض بشدة محاولات الحكومات فتح قنوات خلفية لأنها ستقوض خصوصية وأمن الناس في كل مكان".
وأضاف: "نعتقد أن للناس الحق في إجراء محادثة خاصة عبر الإنترنت، أينما كانوا في العالم، قبل إعلان خطتنا لزيادة الأمن والخصوصية على تطبيقات المراسلة لدينا، نتشاورعن كثب مع خبراء سلامة الأطفال والحكومات وشركات التكنولوجيا ونكرس فرقاً جديدة وتكنولوجيا متطورة حتى نتمكن من استخدام جميع المعلومات المتاحة لنا للمساعدة في الحفاظ على أمن المستخدمين".
وحاليًّا، يستخدم تطبيق واتس آب تشفيرًا كاملًا لحماية بيانات ومراسلات نحو مليار ونصف المليار مستخدم، وهو ما ستطبقه الشركة على خدمات المراسلة الأخرى كما في تطبيق انستاغرام وماسنجر فيسبوك.
تأتي هذه الخطوة بعد تعرض فيسبوك لانتقادات واسعة لفشلها بحماية بيانات مستخدميها خاصة بعد فضيحة كامبريدج أناليتيكا.
وتحاول الحكومات التأكيد على دعمها للتشفير القوي لكن مع توفير وسيلة للوصول إلى محتوى الاتصالات من خلال ما يمكن تسميته "الباب الخلفي أو القنوات الخلفية" وهو ما لا يوافق عليه خبراء الأمن ويرون أنه من المستحيل توفير وصول محدود إلى الاتصالات المشفرة دون إضعاف الخصوصية بشكل عام.