الأزهر وحرب أكتوبر.. دور بدأ فى ميادين القتال وانتهى بالمناهج

حرب اكتوبر

تحتفل مصر غدا الأحد الموافق 6 أكتوبر 2019، بالذكرى 46 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، التى برهنت على عظمة مصر وقوتها وصلابتها في وجه الطغاة والمستعمرين، ولم يقتصر الإعداد لحرب أكتوبر عام 1973، على المعدات اللازمة للقتال فقط، بل كان هناك إعدادا معنويا كبيرا للجنود لترغيبهم فى الجهاد والتضحية بأنفسهم لاستعادة أرضهم المحتلة، وقام بهذه المهمة علماء الأزهر الشريف.

 

الدكتور أحمد على ربيع أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، كشف الدور الذى لعبته المؤسسة الدينية فى دعم سلاح الشئون المعنوية الذى تم إنشاؤه قبل حرب أكتوبر، وذكر أن الغرض من سلاح التوجيه المعنوي كان تربية النفوس المسلمة على الإيمان بالله وحب الوطن ومعرفة أثر الجهاد فى النفس الإنسانية، وقام علماء الأزهر وأبناءه بقيادة شيخهم الإمام الأكبر بدعم هذا السلاح ودرسوا فيه للجنود وعرفوهم قيمة الشهادة من أجل الوطن وأن الله قد أعد للشهداء ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

 

وأشار ربيع فى تصريح سابق لـ"مصر العربية"، إلى أن علماء الأزهر وزعوا فى جميع الوحدات ليحاضروا الجنود ويقرأون كلام الله عليهم حتى تربت العزيمة الإسلامية فى نفوسهم، ولذا جاء النصر بقول الله أكبر.

 

وأوضح أستاذ التاريخ، أننا لو خصصنا الدور الذي قام به الأزهر في الحرب في شخص واحد فإننا بذلك نظلم الكثير من العلماء الذين ذهبوا إلى ميادين القتال وخطبوا في الجنود ورغبوهم في الجهاد.

 

وأضاف أنه خلال فترة حرب الاستنزاف، كانت السيارات تأتي لبعض علماء الأزهر ومنهم الشيخ محمد الغزالي بعد صلاة العشاء ليذهب لوعظ القادة وكبار الضباط ثم يعود قبل صلاة الفجر ليصلي في المسجد، كما كان لعلماء الأزهر تصاريح خاصة حمراء اللون يتقدمون بها إلى خطوط القتال الأولى.

 

وفقا لقوله كان أبناء الأزهر حديثى التخرج يلتحقون بالجيش كجنود ويتسلمون مساجد الكتائب ليشحنوا الجنود بخطبهم عن غزوات بدر وأحد والأحزاب والقيادات عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد، وكان التخطيط أن يعبر الضباط قناة السويس أولا، ولكن من كثرة الشحن المعنوي عبر الجنود أولا.

 

وأشار إلى أن الشيخ عبد الحليم محمود، انطلق عقب اشتعال الحرب إلى منبر الجامع الأزهر، وألقى خطبة توجه فيها إلى الجماهير والحكام مبينًا أن حربنا مع إسرائيل هى حرب في سبيل الله، وأن الذي يموت فيها شهيدٌ وله الجنة، أما من تخلف عنها ثم مات فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق.

 

وبعد انتهاء الحرب العسكرية، أفرد الأزهر الشريف فى مناهجه التعليمية صفحات خاصة احتفاء بتلك البطولة، إما بموضوعات كاملة عن حرب أكتوبر، أو بإدراجها فى موضوعات متعلقة بها، واعتبارها من الدورس المهمة التى لا تخلو الامتحانات منها.

 

المرحلة الابتدائية

ويدرس طلاب المرحلة الابتدائية، وتحديدا الصف السادس الابتدائى بالمعاهد الأزهرية، موضوعا مخصصا حول حرب أكتوبر المجيدة، بعنوان «حرب أكتوبر (ملحمة العبور) 1973 م»، يتحدث حول تداعيات حرب أكتوبر المجيدة وكيف كان الوضع قبل الحرب، وقيام حرب الاستنزاف ولجوء إسرائيل لإقامة تحصينات عسكرية أبرزها خط بارليف، ثم تلقى الضوء على أسباب حرب أكتوبر١٩٧٣م، التى منها استمرار إسرائيل احتلالها لسيناء، وإزالة آثار العدوان الإسرائيلى، ولإنهاء حالة اللاسلم واللاحرب، ورد كرامة الجندى، وإعادة الملاحة فى قناة السويس، ولذلك قررت مصر استرداد أراضيها وفى السادس من أكتوبر١٩٧٣ فوجئ العالم بعبور القوات المصرية قناة السويس وتحطيم خط بارليف.

 

ويلقى مقرر الصف السادس الابتدائى بالمعاهد الأزهرية الضوء على أحداث الحرب، التى استطاعت القوات المصرية خلالها تدمير مواقع العدو وخط بارليف والساتر الترابى، ثم إصدار مجلس الأمن قراره بوقف إطلاق النار بين الجبهتين فيما التزمت مصر بالقرار، ولم تلتزم إسرائيل به، فأصدر المجلس قراره الثانى بوقف إطلاق النار وجميع الأعمال الحربية بين الطرفين وانتهاء الحرب، ويبرز المقرر عوامل نجاح حرب أكتوبر، مبينا أنها تتمحور حول الخداع الاستراتيجى والسرية وقوة الايمان والعقيدة القتالية والتدريب المستمر والتعاون العربى، وعن نتائج الحرب كان أبرزها كسر حاجز الخوف واستعادة مصر دورها الرائد فى المنطقة العربية وعودة الملاحة بقناة السويس وتوقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل ١٩٧٩م.

 

 المرحلة الإعدادية

فيما يدرس طلاب المرحلة الإعدادية بالمعاهد الأزهرية فى مقرر مادة التاريخ للصف الثالث الإعدادى موضوعا متكاملا وموسعا حول نصر أكتوبر المجيد حمل عنوان «حرب أكتوبر 1973»، ويتحدث المقرر عن كافة الأمور المتعلقة بالحرب بالتفصيل، حيث يلقى الضوء على أطراف الحرب وهم مصر وسوريا من جانب وإسرائيل من جانب آخر، معددا أسباب الحرب التى منها رفض إسرائيل نداءات السلام بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 والانسحاب من الأراضى التى احتلتها فى 1967م والتى تتمثل فى سيناء والجولان، بالإضافة إلى التصميم المصرى السورى على ازالة آثار نكسة يونيو 1967م.

 

وعن الاستعداد للحرب بين المقرر الدراسى أنه على المستويين الداخلى والعربى كانت هناك تهيئة وإعداد للجبهة الداخلية عن طريق رفع الرقابة على الصحف وإصدار دستور جديد للبلاد (دستور 1971م) وإلغاء الحراسات والإجراءات المقيدة للحريات، والقضاء على مراكز القوى، وتجهيز الجيش وتسليحه بأحدث الأسلحة وتدريبه عليها، بالإضاف لتهيئة وإعداد الجبهة العربية عن طريق تصفية الخلافات وتوحيد الصف العربى والاستفادة من كل الموارد والإمكانيات العربية المتاحة.

 

  وعن أحداث الحرب بينت المناهج الأزهرية التى تدرس لطلاب المرحلة الاعدادية أنه على الجبهة المصرية أعطى الرئيس محمد أنور السـادات إشارة بدء الحرب، فقام سلاح الطيران بضربة جوية ناجحة وقامت المدفعية بإطلاق النيران على طول القناة، مبينا بعض النتائج المترتبة على العمليات العسكرية منها إنشاء معابر على طول القناة لعبور الدبابات والمدرعات والآليات العسكرية المصرية وتدمير خط بارليف فى 6 ساعات والذى قيل عنه إنه لا يقهر إلا باستخدام قنبلة ذرية، وانتشار القوات المصرية على الضفة الشرقية للقناة ورفع العلم المصرى عليها، وأسر المئات من الجنود الإسرائيليين، وتحطيم عدد كبير من الطائرات والمعدات العسكرية الإسرائيلية.

 

وعلى الجانب الإسرائيلى فقد ترتبت نتائج عدة أبرزها الخسائر الإسرائيلية الفادحة والتى على أثرها طلبت مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، فيما قامت الدول العربية بتقديم الدعـم لمصر وسوريا خلال الحرب، حيث قدمت بعض الدول العربية دعما عسكريا لمصر وسوريا مثل (العراق والجزائر وليبيا والأردن والمغرب والسعودية والسودان والكويت وتونس)، بينما قدمت بعض الدول العربية دعما ماليا لمصر وسوريا مثل (السعودية والجزائر والإمارات وقطر) وقرر وزراء النفط العربى فى اجتماعهم بالكويت خفض إنتاج البترول فارتفعت أسعاره ثم حظر الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وألقى المقرر الضوء على شخصيات مضيئة لعبت دورا مهما فى حرب أكتوبر1973م شملت «المشير أحمد إسماعيل- الفريق سعد الدين الشاذلى- الفريق محمد عبدالغنى الجمسى».

 

المرحلة الثانوية

 يدرس طلاب المرحلة الثانوية دروسا عديدة حول نصر أكتوبر المجيد، بالإضافة لموضوعات الإنشاء الخاصة بحرب السادس من أكتوبر والتى يكتب فيها جميع الطلاب بمختلف المراحل الدراسية الثانوية الثلاث بقسميها الأدبى والعلمى، فيما يدرس طلاب المرحلة الثانوية فى الشهادة الثانوية القسم الأدبى بالشهادة الثانوية الأزهرية درسا خاصا بحرب أكتوبر المجيدة، تحت عنوان «الحروب العربية والصهيونية»، وهو موضوع من وحدة كاملة تتحدث عن الحروب الكبرى فى التاريخ المعاصر.

 

مقالات متعلقة