"هل هذا أنا ؟ أم أن الوضع يزداد جنوناً بالخارج ؟ " هذه الجملة التي يقولها "واكين فينكيس" في بداية الفيلم الذي يقوم ببطولته "الجوكر" يمكنها أن تشرح لنا كيف قدم العمل أحد الشخصيات الشهيرة بشكل مختلف.
يأخذنا الفيلم إلى الجانب الإنساني من حياة "جوكر" الشرير المجنون الذي يرتكب الجرائم في مدينة غوثام.
العمل الجديد يجعلنا نتعاطف في بعض الأحيان مع الشخصية، ويبدأ المشاهد في فرض تسؤلات كثيرة "هل المجتمع هو من تسبب في تحول هذا المهرج إلى مجرم"؟، ففي بداية العمل تجد "آرثر" المهرج البسيط الذي يحاول أن يعالج نفسه ويجمع قوته ولكنه لا يوجد أي وسيلة تساعده، يفقد عمله يتعرض للتنمر، الاحباط بشكل متكرر.
التمثيل
يأخذنا واكين فينكيس بأداءه المميز إلى المراحل النفسية التي تمر بها الشخصية، وحولها إلى شخصية خيالية إلى واقعية دون أي مبالغة، فهو المهرج في البداية الذي لا يستطيع أن يجد لنفسه مكان في المجتمع يتعرض للإيذاء النفسي والبدني.
"آرثر" يتخذ من الضحك وسيلة للتغلب على مأساته سواء في الحياة العادية، أو حلمه بأن يصبح مشهور كممثل كوميدي، ولكنه مع مرور الوقت يبدأ كل عناصر الكوميديا في التحول إلى مأساة.
تتحول رقصة "آرثر" المهرج التي كان أن يحاول أن يضحك بها الأطفال في أحد المشاهد إلى رقصة من نوع من آخر تتمزج بين الجنون و بداية تحوله للجوكر "القاتل"، هذا التحول يصنعه فينكيس من خلال خطوات الشخصية على سلالم المدينة التي يعيش فيها التي يتفاقم فيها الظلم والفساد.
مع كل مشهد تبدأ شخصة "آرثر" في الاندماس في الجانب المظلم منها أكثر يتضح هذا من خلال تعبيره الجسدي بالأضافة إلى ملامح وجه استمرار ابتسامته وفي نفس الوقت عينه تعبيرات عينه التي يوجد بها الجنون والدمار.
ومع مرور الأحداث يتخلى عن إنسانيته، ويصبح القتل هو بهجته، هو لا تخلى عن ضحكته حتى عندما أصبح قاتل.
العنف
بالرغم من وجود مشاهد العنف في الفيلم،إلا أنها لم تكن مجانية أو فقط من أجل إظهار "شر الشخصية" بل وظفت منذ البداية من أجل صناعة تحول الشخصية ، وكلما بدأ "ارثر" في التحول كلمها زادت حدتها.
بعيدا عن الكوميكس
الفيلم ينجح في تحويل شخصية "كرتونية" من عالم الكوميكس، إلى شخصية بها الكثير من العمق بعيدا عن بتمان وعالم الأبطال الخارقين.
فعالم الجوكر يشبه عالمنا كبشر، به فقر وتنمر واحباط ومرض، وهذا ما يجعله فيلم موجع .