أثيرت حالة من الجدل اليوم الأحد، حول مشروع قانون إنشاء نقابة للإنشاد الديني، الذى تقدم به النائب البرلماني رياض عبد الستار و60 آخرين، إلى لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب.
وتعترض نقابة المهن الموسيقية علي إنشاء نقابة مستقلة للمشتغلين بالإنشاد الديني، لأنهم أعضاء في نقابة ولهم شعبة في نقابة المهن الموسيقية، فى المقابل يرى قطاع من المنشدين من بيهم الشيخ محمود ياسين التهامي، أن المنشدين فى مصر في حاجة ماسة لنقابة تدافع عن حقوقهم وتحميهم، موضحا أنه ليس معني وجود شعبة للانشاد الديني فى نقابة المهن الموسيقية، أنه لا يجوز إنشاء نقابة مستقلة خاصة بهذه الفئة، وذكر أن هناك نقابة للتمثيليين وأخري للسينمائيين، ونقابة الصحفيين وأخري للإعلاميين، رغم وجود تداخلات بين المهنتين.
هل الإنشاد والغناء مهنتان أم مهنة واحدة؟.. بهذا السؤال شددت المستشار سارة عدلي حسين، على ضرورة التوصل إلى اتفاق حول هذه القضية، موضحة أن القانون الحالي يعتبر الإنشاد الديني جزء من نقابة المهن الموسيقية وله شعبة فيها، في هذه الحالة لا يجوز للفرع أن ينسلخ عن النقابة.
وقالت ممثلة وزارة العدل فى البرلمان: "إذا تم الاستقرار على أن الإنشاد جزء من الغناء لا يحوز إنشاء نقابة مستقلة له، أما إذا انتهي الأمر أن الإنشاد الديني ليس لون من ألوان الغناء وأصبحتا مهنتين مختلفتين، يجوزفي هذه الحالة إنشاء نقابة للإنشاد".
وكان الدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية بالبرلمان، دعا خلال اجتماع تم اليوم، إلي تشكيل لجنة مصغرة من النائبين الدكتورعمر حمروش والدكتور محمد إسماعيل جاد الله، عضوي اللجنة، والمستشار القانوني للجنة محمد ربيع، لبحث الفرق بين الإنشاد الديني والغناء، وهل الإنشاد جزء من الغناء أم لا، وهل يجوز أن ينسلخ الإنشاد كشعبة عن النقابة العامة المهن الموسيقية، وأوضح أن اللجنة ستستدعي ممثل وزارة الثقافة لاستيضاح الأمر منه أيضا.
وفى كتابها "فن الإنشاد الدينى" كشفت الكاتبة الصحفية مروة البشير، أن مصر هى أول دولة فى العالم عرفت الإنشاد الدينى، وهو الإنشاد المصاحب للطقوس والعبادات، وإقامة الشعائر والصلوات داخل المعابد عبر مجموعة من الترانيم ذات نصوص دينية عادة ما تكون غامضة المعنى، وجاءت أشهر هذه الأناشيد على الإطلاق للملك الفرعون إخناتون، ذلك الزاهد المتعبد والفيلسوف المتأمل.
وأوضحت فى كتابها أنه مع انتشار الديانة المسيحية، ظهرت فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الموسيقى الكنسيّة القبطية وهى من أقدم الموسيقى الكنسية الموجودة، وقد وصفها عالم الموسيقى الإنجليزى، ايرنست نيولاند سمث، بأنها إحدى عجائب العالم السبع، والترانيم هى جزء مهم من العبادة المسيحية فهى كلمات تسبيح للرب، وهناك ترانيم كثيرة فى الكتاب المقدس منها السارة والحزينة، ومنها ترانيم النصرة والتوبة، وقد شهدت السنوات الأخيرة تطورا كبيرا فى الترانيم والألحان القبطية، وظهرت فرق عديدة تؤدى هذا اللون، لكن الأبرزكان ظهور جيل جديد من المرنمين، الذين يؤدون ترانيم أقرب إلى الغناء الدينى باللهجة العامية.
وأشارت إلى أنه عندما جاء الإسلام، كانت قصائد المديح النبوى ـ التى تعد العمود الفقرى للإنشاد ـ أحد أدوات الحرب ضد المشركين وأهم وسيلة إعلام للدفاع عن الإسلام، وكان أشهرها لشاعر الرسول (عليه الصلاة والسلام) حسان بن ثابت، وبعد عصر النبى صلى الله عليه وسلم تطور فن المديح والإنشاد الدينى حتى أصبح فى عهد الأمويين فنًّا له أصوله، وضوابطه، وقوالبه، وإيقاعاته.
وكشفت أن فن الإنشاد ازدهر فى مصر فى عهد الفاطميين بسبب اهتمام الدولة بالاحتفالات الدينية والدنيوية المختلفة، ومع انتشار الطرق الصوفية دخل الإنشاد الدينى مرحلة جديدة من خلال «الحضرة» ثم ارتبط بالموالد الخاصة بأولياء الله الصالحين، ومع ظهورالإذاعة ثم التليفزيون انتشر فن الإنشاد الدينى وذاع صيته، حتى أصبح لدينا الآن فضائيات خاصة بالإنشاد وفرق مختلفة للغناء الدينى.