صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن سلسة "الإبداع العربي"، التي يرأس تحريرها الشاعر سمير درويش، الديوان التاسع للشاعر والرحالة العراقي باسم فرات، بعنوان "مُبكرًا في صباح بعيد".
يضمّ الديوان 34 قصيدة، غلبت عليه مواضيع الطفولة والمكان الأول على القصائد، إلى جانب دهشة الشاعر حين عاد إلى موطنه بعد غياب قسري امتدّ لما يقارب العشرين سنة.
ووجد الشاعر أمكنة طفولته ببيوتها وأزقتها استبدلت بعمارات تجارية من الخرسانة المسلحة، وهو ما يزيد من ارتفاع الحرارة في العراق، فضلًا عن التفريط بالتراث المعماري.
والشاعر باسم فرات مواليد العراق 1967، بدأ كتابة الشعر في سن مبكرة وعاش حياته مخلصًا له، وتناول شعره أكثر من مائتَي ناقد وشاعر وكاتب، باللغتين العربية والإنجليزية.
تُرجمت أعمال "باسم فرات" الشعرية إلى مجموعة من اللغات منها الإنجليزية التي صدرت له بها ثلاث مجموعات شعرية، والإسبانية التي صدرت له بها مجموعة شعرية واحدة، فضلًا عن لغات عديدة مثل الألمانية والرومانية والفارسية والصينية واليابانية.
دخلت تجربته الشعرية وكتبه في أدب الرحلات في الدرس الأكاديمي وكان من ضمن عدد كبير من رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه.
أصدر "أشد الهديل" 1999 عن دار ألواح في مدريد، "خريف المآذن" 2002 عن دار أزمنة في عَـمّان، "أنا ثانيةً" 2006، عن منشورات بابل، زيورخ– بغداد، "بلوغ النهر" 2012، الحضارة للنشر في القاهرة، "أشهق بأسلافي وأبتسم" 2014، بذات الدار، "أهـزّ النسيان" 2017، عن صهيل للنشر بالقاهرة، وعن نفس الدار صدر له "محبرة الرعاة" 2017، وكذلك "فأس تطعن الصباح".
أصدر أيضًا ثلاثة كتب مختارات شعرية، وكتاب سيرة "دموع الكتابة.. مقالات في السيرة والتجربة" 2013، وخمسة كتب في أدب الرحلات على التوالي: "مسافر مقيم.. عامان في أعماق الإكوادور"، "الحلم البوليفاري.. رحلة كولومبيا الكبرى"، "لا عُشبة عند ماهوتا.. من منائر بابل إلى جنوب الجنوب"، "طواف بوذا.. رحلاتي إلى جنوبي شرق آسيا" و"لؤلؤة واحدة وألف تل.. رحلات بلاد أعالي النيل".
من قصائد الديوان:
خَطَوْتُ في مَتَاهاتِ الأزِقَّةِ
خُطُوَاتٍ جَدِيدَةً
وَجَدتُ أسْرارًا في فَانُوسٍ مُهْمَلٍ
شُعْلَتُهُ ذَاوِيَةٌ
بِجَانِبِهِ غَاوٍ
ينفُخُ فيهِ خَشْيةَ الانطِفَاءِ
فقراءُ زَادَتْهُمْ خِرْقَةُ التَّصَوُّفِ أَلَقًا
يُطْعِمُونَ السَّابِلَةَ
ويُعَطِّرُونَ التَّارِيخَ بِتَرَاتِيلِهِمْ
قُلُوبُهُمْ غَسَلَتْ خُطُوَاتي
أنا الغريبُ في مَدْفَنِ سُرَّتي