أصبحت إدارة نادي الزمالك في موقف لا تحسد عليه، بعدما اعتمد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" مكان وموعد إقامة مباراة السوبر الأفريقي التي ستجمع فريق القلعة البيضاء بصفته بطل الكونفدرالية الأفريقية مع الترجي التونسي بطل دوري أبطال أفريقيا.
وخلال اجتماعات المكتب التنفيذي للكاف المنعقدة اليوم بالقاهرة تم تأكيد إقامة مباراة السوبر الأفريقي في قطر، وتحدد لها يوم 14 فبراير المقبل.
وجاء قرار إقامة مواجهة الزمالك والترجي في قطر تنفيذًا للاتفاق الموقع بين الكاف وقطر، والذي تستضيف بموجبه الأخيرة مواجهة السوبر الأفريقي لـ 3 أعوام متتالية كان أولها العام الماضي.
تهديد متكرر
الموقف الصعب الذي تمر به إدارة الزمالك في الوقت الحالي سببه التهديدات السابقة التي أطلقها مرتضى منصور رئيس القلعة البيضاء بعدم خوض مباراة السوبر الأفريقي، حال قرر الكاف إقامتها في قطر.
وتعهد رئيس الزمالك مرارًا بعدم خوض فريق الزمالك أي مباراة في قطر، بداعي القطيعة السياسية القائمة بين الإمارة الخليجية والقاهرة منذ ما يزيد عن عامين.
خيارين لا ثالث لهما
لكن وبعد تأكيد الكاف التزامه باتفاقه مع قطر بشأن استضافة الأخيرة مباراة كأس السوبر، أصبح رئيس نادي الزمالك وإدارته أمام خيارين لا ثالث لهما في مواجهة هذا القرار.
ويتمثل الخيار الأول في إعلان القبول بخوض المباراة في المكان والموعد المحدد من الكاف، أما الخيار الثاني فيتمثل في إعلان مرتضى منصور تمسكه بقراره السابق وبالتالي إعلان انسحاب فريقه بشكل رسمي من لقاء السوبر الأفريقي.
ضربات قوية
والمؤكد أن لجوء إدارة الزمالك للخيار الثاني وإعلان انسحابها من لقاء السوبر الأفريقي، سيضع الفريق الأبيض تحت طائلة عقوبات مغلظة من الكاف.
وتنص لوائح الكاف على حرمان المنسحب من لقاء السوبر من الدفاع عن لقبه القاري، وهو النص الذي يعني استبعاد الزمالك بشكل فوري من النسخة الحالية لبطولة دوري أبطال أفريقيا التي سيفتتح الفريق الأبيض مشواره بدور المجموعات فيها أواخر الشهر الجاري.
ولن تقف عقوبات الكاف على الزمالك عند هذا الحد بل ستمتد لتشمل حرمان الزمالك من المشاركات القارية لمدة 3 أعوام متتالية، إلى جانب معاقبة النادي بأقصى غرامة مالية منصوص عليها في لوائح الكاف، والتي لن تقل بأي حال من الأحوال عن مبلغ 100 ألف دولار.
مسار صعب
وفي مواجهة ذلك قد تلجأ إدارة الزمالك للسير في طريق صعب، تكون بدايته تصعيد الأزمة الخاصة بلقاء السوبر الأفريقي إلى المحكمة الرياضية الدولية لطلب فصل الأخيرة في الخلاف بين القلعة البيضاء والكاف.
ولا يضمن هذا المسار تغليب وجهة نظر الزمالك، وإن كان سيطيل أمد المواجهة مع الاتحاد الأفريقي لبعض الوقت، لحين حسم المحكمة الرياضية قرارها بهذا الشأن والذي سيصدر على الأرجح قبل الموعد المحدد للقاء السوبر الأفريقي والذي يتبقى عليه ما يقارب الـ 3 أشهر.
حل سياسي
لكن فترة الـ 3 أشهر المتبقية على موعد مباراة السوبر الأفريقي قد تكون هي بوابة لحل الأزمة المنتظرة بين الزمالك والاتحاد الأفريقي لكرة القدم، لكن هذا الحل يبقى مرهونًا بأطراف أكبر وأبعد من الناحية النظرية عن ملعب الرياضة وكرة القدم.
وشهدت الفترة الأخيرة تقارير متواترة عن صلح قريب قد يحدث بين الثلاثي الخليجي السعودية والإمارات والبحرين مع جارتهم قطر، بعد أكثر من سنتين على قطيعة تامة بينهم وبينها.
وفي حال تحقق هذا الصلح على أرض الواقع قريبًا، قد يكون ذلك بداية لمرحلة جديدة في علاقات الدوحة والقاهرة، وهو ما قد يرفع الحرج بصورة أو بأخرى عن رئيس نادي الزمالك ويدفعه للعدول عن موقفه والقبول بخوض فريقه مباراة السوبر في قطر، وبالتالي تجنيب القلعة البيضاء سلسلة عقوبات موجعة من الكاف.