"لازم حد يموت عشان حد يعيش" هذه المقولة التي تبدأ بها المخرجة "ماريان خوري" حديثها في الفيلم الوثائقي التي تقدمه "احكيلي"، هي العبارة من خلالها تتأمل أحداث كثيرة من حياتها.
ماريان خوري تبدأ بطرح الأسئلة عن والدتها، وباكتشاف جوانب جديدة وتحاول معرفة الغصة التي تشعر بها في حياتها، وعدم راحتها.
نكتشف من خلال حوار مع عمة "ماريان"أن والدتها لم ترد أن تنجب للمرة الثالثة، وحاولت إجهاض "الطفل" لكن عمتها منعتها.
"سارة" ابنه ماريان تحاول تفسير ما تشعر به أمها بأن الطفل يشعر بمشاعر أمه، وربما هي شعرت أنها طفلة غير مرغوبة منذ أن كانت في بطن والدتها، وذلك ما يجعلها تشعر بهذه الغصة.
من هذه النقطة تحديدا تبدأ "ماريان" في رحلة لاستكشاف والدتها من خلال مجموعة من الأسئلة التي تطرحها على المقربين منها مثل "هل والدتها كانت سعيدة في زواجها؟"، "هل كانت تحب والدها؟، "هل فكرت في العمل كممثلة بسبب جمالها؟"، "هل كانت شخصية قوية أم ضعيفة"، "لماذا عانت من الاكتئاب"؟.
تطرح ماريان الأسئلة على خالها "يوسف شاهين" الذي كان مقرب جدا من والدتها، على "عمتها" التي كانت صديقتها، وعلى ابنتها "سارة" التي تحاول معها الوصول إلى إجابات.
من خلال تسؤلات "ماريان" ومحاولتها لفهم الحياة التي عاشتها والدتها، تجد نفسها تغوص في أعماقها لتفهم ذاتها، وعلاقتها أيضا بابنتها "سارة".
في الجزء الثاني من الفيلم تبدأ "ماريان" بالظهور على الشاشة بعدما كان صوتها في الخلفية، تنعكس الأدوار وتبدأ "ماريان" بتلقي الأسئلة من ابنتها.
وفي إجابات "ماريان" على ابنتها تبدأ في فهم أمها أكثر، وأن هناك الكثير من التشابهات بينهما.
وعن موت والدتها، ترى ماريان أن والدتها ماتت أو "استسلمت للموت" كما تقول حتى تجعلها تعيش، فهي ماتت لأنها بدأت تدرك أنها عبء عليها، وبعد موتها وموت والدها وخالها، دخل أشخاص جدد في حياتها هو شقيقها جابي الذي عاد من الكويت و زوجها التي انجبت منه ولديها، وهو ما يؤكد مقولتها ""لازم حد يموت عشان حد يعيش".
استخدمت "ماريان" مادة أرشيفية كبيرة في فيلهما لقطات وحوارات مع أفراد من عائلتها، بالإضافة لاستخدامها لمقاطع من أفلام "السيرة الذاتية" ليوسف شاهين مثل حدوتة مصرية.
اللقطات التي استخدمتها "ماريان" كانت بمثابة تفسير وتأكيد على جوانب الشخصيات التي تتسائل عنها في فيلمها.