ثورة وارتباك حكومي، خسائر اقتصادية ونظام حاكم يهتز، ومليشيات مسلحة فقدت السيطرة على الشارع، وأمطار وحرائق، كشفت عجز الحكومات المتعاقبة في حل أقل الأزمات.. تلك أبرز ما مر على لبنان في العام 2019.
ففي العام الجاري والذي يوشك على الانقضاء، ضرب لبنان أزمات كثيرة، أبرزها الاقتصادية، فقبل أن يودع العام 2019 أيامه، تشير التقديرات إلى أن اقتصاد لبنان يخسر في ظروفه الحالية 100 مليون دولار يومياً، فيما تتواصل حملة مكافحة الفساد لتشمل اليوم الخميس اثنين من الموظفين في وزارة المالية.
وبالرجوع إلى أبرز ما حدث في لبنان العام الجاري، نجد أنه مطلع العام الجاري، استبشر اللبنانيون الخير، بعدما أعلن عن تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان بعد مشاورات صعبة استمرت قرابة 9 أشهر.
وشهدت سماء العاصمة بيروت وقتها، تحديدا في فبراير من العام 2019 احتفالات بالألعاب النارية ابتهاجا بالإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة.
وضمت الحكومة وقتها، 30 وزيرا، من بينهم 4 نساء. وكلفت امرأة بحقيبة وزارة الداخلية للمرة الأولى في العالم العربي.
لكن ومع مرور الأيام، وتردي الأوضاع المعيشية، بدأ الجميع يستنفر في وجه حكومة سعد الحريري.
وفي 17 أكتوبر 2019، بدأت الاحتجاجات تضرب لبنان، إثر فشل الحكومة اللبنانية في إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية التي تلوح في الأفق.
وبدأت الاحتجاجات الشعبية بداية بشكل مباشر إثر الإعلان عن خطط حكومية لفرض المزيد من الضرائب على البنزين والتبغ، إضافة إلى استحداث ضريبة على استخدام تطبيقات المكالمات الهاتفية عبر الإنترنت مثل واتساب، والتي قٌرّر التصديق عليها في 22 أكتوبر 2019.
بعد أيام من التظاهر، توسعت الاحتجاجات حيث بدأ المتظاهرون بالمطالبة بإسقاط الرئاسات الثلاثة في لبنان، واستطاعت الثورة إجبار رئيس الحكومة سعد الحريري على التنحي.
أيضا، كانت لبنان على موعد مع أزمة جديدة، وهي هطول الأمطار، إذ تحوّلت الأمطار إلى سيول جارفة أدّت إلى تصدّع عدد من المباني، مخلّفةً أضراراً مادية كادت تودي بخسائر بشرية.
كما أغرقت السيول العديد من المنازل واجتاحت المحال والمستودعات وبعض فروع الجامعة اللبنانية، وفاضت معها الشوارع لتتحوّل بحيراتٍ وأنهارا أَغلقت معظم المسارب بشكلٍ تام.
فالسيول والفيضانات كشفت عورة السلطة والفساد المستشري، كما حصل عند اندلاع موجة الحرائق الأخيرة، احتجزت المواطنين ساعاتٍ طويلة في سياراتهم..
لا سيّما عند الخط الساحلي الجنوبي باتجاه بيروت، وتحديداً في مناطق الجيّة والدامور والناعمة وخلدة، وصولاً إلى الشويفات وعرمون (جبل لبنان)، ما تسبّب بزحمة سير خانقة أدّت إلى حوادث سير وتعطيل سيارات، وفق ما ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" وقتها.