«Run Lola Run».. هل يصنع الحب المعجزات؟!

فيلم "Run Lola Run"

بثلاث سيناريوهات مختلفة، استطاع الفيلم الألماني "Run Lola Run" أو "أركضي لولا أركضي" أن يحدث نقلة نوعية في السينما الألمانية المعاصرة، ويكتب بداية انطلاقة جديدة لها.

واستطاع فيلم  "Run Lola Run"، الذي أُنتج عام 1998، أن يحقق نجاحًا كبيرًا في الأسواق السينمائية داخل وخارج حدود ألماني منذ سنوات.

وتعرض لجنة السينما بمؤسسة عبد الحميد والشومان، فيلم الجريمة والإثارة والتشويق "Run Lola Run"، في السادسة والنصف مساء الغد الثلاثاء 17 ديسمبر، وهو من كتابة وإخراج توم تيكفيه وبطولة فرانكا بوتينتي بدور "لولا"، وموريتز بلايبتروي بدور "ماني".

يرصد الفيلم قصة فتاة يجب أن تحصل على 100,000 مارك ألماني (50,984 يورو) خلال 20 دقيقة لتستطيع انقاذ حياة صديقها.

 

ويتكون فيلم "اركضي لولا اركضي" من ثلاثة أجزاء، كل جزء منها يعيد سرد الحادثة بذات التفاصيل من جديد مع تطوير او تغيير لنهاية كل تفصيل وبالتالي تغيير نهاية الحادثة نفسها.

 

يبدأ الفيلم من خلال مقطع افتتاحي نرى فيه مجموعة متنوعة من الأشخاص يتحركون بسرعة كبيرة، كما لو أنهم على خشبة مسرح يصاحبهم إيقاع موسيقي سريع، فيما نقرأ تساؤلات فلسفية مطبوعة على الشاشة فوق هذه الصور حول الأسئلة المتكررة التي يبحث الإنسان عن أجوبة لها تتكرر بدورها، يخلص النص الى ان اللعبة تتواصل.

 

وتتوقف الكاميرا في مواجهة أحد الأشخاص الذي بدوره يلقي كرة نحو السماء فترتفع الكاميرا معها لتلقي نظرة عامة على المدينة وتهبط بسرعة شديدة وتمر من فوهة تمثال لوحش لتدخل بعد ذلك إحدى الشقق وتسير فيها بسرعة لتصل الى جهاز هاتف يرن. بعد ذلك مباشرة تبدأ الحكاية طارحة أسئلتها المتعددة وعلى رأسها السؤال حول: هل يستطيع الحب أن يفعل كل شيء؟.  

 

تتلقى "لولا" مكالمة تيليفونيه من حبيبها "ماني" ويبلغها وهو في حالة رعب وتوتر أنه أضاع حقيبة من المال فيها مائة ألف مارك تعود لمهرب أثناء ركوبه القطار وان المهرب سوف يقوم بقتله إذا لم يجد المبلغ خلال عشرين دقيقة.

 

ونرى من خلال الفلاش باك بالأبيض والأسود كيف أضاع ماني الحقيبة والتقطها متشرد كان بجانبه وهرب بها.

 

ويطلب ماني من لولا، التي سبق لها أن قالت له أن الحب قادر على صنع كل شيء، أن تدبر له هذا المبلغ خلال عشرين دقيقة أو انه سيطر للسطو على متجر قريب ويحثها على الإسراع بتدبير المبلغ.

 

 

تصرخ لولا بعد ذلك صرخة حادة تهشم زجاج الغرفة وتعده بأنها سوف سوفر المبلغ في الموعد. تتكرر المراحل والاحتمالات، من خلال احداث سريعة رفقة إيقاع موسيقي متواتر ومستمر بلا توقف مما يجعل المشاهد الذي ينتقل التوتر والانفعال إليه لا يشعر بالزمن.

 

يتميز سيناريو الفيلم باعتماده على مزيج من الكوميديا والتراجيديا مع الاهتمام بعنصر التشويق السردي والدرامي وصولاً إلى أعلى درجات التعاطف مع محنة الشاب ماني واستماتة الفتاة لولا لإنقاذه. واستخدم المخرج كافة الأساليب البصرية الممكنة لزيادة التشويق وتنويع المشهد المرئي فاستخدم بكل حرية الرسوم المتحركة والفوتوغراف وتثبيت الصورة وحركات الكاميرا المرافقة لعملية الجري والمونتاج الإيقاعي الذي يزيد من توتر الحدث.

 

 

رافق ذلك كله استخدام الإيقاع الموسيقي السريع المصحوب بأصوات بشرية تزيد من حيوية الإيقاع.

 

وتعد مؤسسة عبد الحميد شومان؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية والفكرية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تُعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي؛ للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.

 

مقالات متعلقة