"اغتيال سليماني ينذر بحرب شاملة بين الولايات المتحدة وإيران".. تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية مقالا للكاتب ديفيد جارنر حول التداعيات المتوقعة لاغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في بغداد.
وقال الكاتب في المقال الذي نشرته الصحيفة على موقعها الإليكتروني إن: الضربة الجوية الأمريكية التي قتلت سليماني هي تصعيد دراماتيكي في الحرب غير المعلنة بين طهران وواشنطن وحلفاؤها الغاضبون في أنحاء الشرق الأوسط.
ورأى الكاتب أنه سيكون من الصعب جدا منع دورة من الانتقامات والهجمات المضادة التي سوف تنشأ من الانزلاق في مواجهة مباشرة وما يصاحبها من خطر نشوب حرب شاملة في المنطقة.
وأضاف قائلا:" حتى لو تم احتواء هذا التصعيد، فإن الصراع سوف يثير المزيد من النزاعات في أنحاء المنطقة المذعورة من الحرب والاضطرابات، بجانب إضافة خطر آخر وهو أسعار النفط التي قفزت بالفعل 3% على خلفية نبأ اغتيال سليماني".
وبأمره بالضربة، يكون ترامب أخذ رئاسته المضطربة إلى أرض غير موالية، في الوقت الذي يحاول فيه الهروب الفوري من الصراع التاريخي المكلف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط لمواجهة العزل وتأمين إعادة انتخابه، بحسب الكاتب.
وقتل سليماني (63 عاما) في ضربة أمريكية، استهدفته في ساعة مبكرة من يوم الجمعة قرب مطار بغداد الدولي، وأكد الحرس الثوري مقتل قائد فيلق القدس، إضافة إلى أبو مهدي المهندس نائب قائد ميليشيات الحشد الشعبي في العراق.
ويعد قاسم اسما بارزا في الساحتين الإقليمية والدولية، باعتباره أحد أهم القادة العسكريين الإيرانيين، فيما يصفه البعض بـ"رأس حربة إيران".
ويأتي مقتل سليماني والمهندس، بعد 3 أيام من هجوم غير مسبوق شنه مناصرون لإيران على السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية.
وفي هذا الصدد، اعتبر محللون أن أميركا "اختارت بعناية" التوقيت والمكان، قبل الإقدام على استهداف قائد فيلق القدس رجل إيران القوي.
وحملت التصريحات الأمريكية الرسمية "احتفاء" بمقتل سليماني، بدءا بالرئيس دونالد ترامب مرورا بالمسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إن سليماني "كان يعكف على وضع خطط لمهاجمة أمريكيين في العراق والشرق الأوسط"، وإن "الجيش الأمريكي اتخذ قرارا دفاعيا حاسما بقتل سليماني بتوجيه من الرئيس لحماية الأفراد الأمريكيين في الخارج".
وأضافت: "هذه الضربة تهدف إلى ردع أي خطط إيرانية لشن هجمات في المستقبل"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية مواطنيها ومصالحها في أنحاء العالم.
أما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فنشر على "تويتر"، تسجيل فيديو قال إنه لعراقيين "يرقصون في الشارع" احتفالا بمقتل سليماني.
وكتب بومبيو في تغريدة مرفقة بالتسجيل، الذي يظهر فيه حشد يجري في شارع وهو يرفع أعلاما عراقية: "عراقيون يرقصون في الشارع من أجل الحرية، معبرين عن امتنانهم لأن الجنرال سليماني لم يعد موجودا".
في المقابل علق جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، على الضربة الأمريكية التي استهدفت سليماني، واصفا ذلك بـ"الإرهاب الدولي".
وقال في تغريدة له على صفحته الرسمية بتويتر: "عمل الإرهاب الدولي للولايات المتحدة الأمريكية باستهداف واغتيال سليماني -أكثر قوة فعالة بمحاربة داعش، جبهة النصرة، القاعدة- خطير للغاية وتصعيد غبي.. الولايات المتحدة تتحمل كل تداعيات مغامراتها المارقة".
النص الأصلي