قاسم سليماني.. هو ذارع عسكرية للمرشد الأعلي فى إيران على خامنئى، وعدو مزعج للولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة، ومهندس الاغتيالات للمعارضين الإيرانيين في الخارج.
سليماني هو قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيراني الجنرال قاسم سليماني الذي قتل، اليوم، في غارة أمريكية استهدفت موكبه في مطار بغداد.
نشأ سليماني وولد فى 11 مارس 1957، في بلدة رابور في محافظة كرمان ( جنوب شرق إيران)، لأسرة تعتاش من الفلاحة. ومع اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، انضم سليماني، التحق بالحرس الثوري الإيراني ليشارك في الحرب العراقية - الإيرانية، وقاد فيلق "41 ثأر الله"، وهو في العشرينيات من عمره. وجرى لاحقًا ترقيته حتى أصبح واحدًا من بين عشرة قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود.
وواصل قاسم سليماني تقدمه في الحرس الثوري، إذ تولى في تسعينيات القرن الماضي قيادته للحرس الثوري في محافظة كرمان الحدودية مع أفغانستان، ومكنته تجربته القتالية والعسكرية في وقف تهريب المخدرات من أفغانستان إلى تركيا وأوروبا عبر إيران. وفي 1998 برز اسمه بشكل أكبر، حين جرى تعيينه قائدا لفيلق القدس.
ولم تقتصر أدوار سليماني (63 عاما) على الجبهات والمعارك فقط، وإنما أسندت إليه كذلك أدوار سياسية أخرى، مثل سحق عدد من التظاهرات السلمية في إيران، وتنفيذ اغتيالات ضد معارضين إيرانيين في الخارج.، مما جعله يتمتع بنفوذ دبلوماسي أكثر من وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف.
وكان نفوذ سليماني في الشرق الأوسط واضح للغاية، كما أن طموحاته كانت كبيرة، إذ كان يستهدف كذلك دولا في آسيا وأمريكا اللاتينية، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري بشار الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، الأمر الذي وجدت الولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة صعوبة في كبح جماحه.
وظل سليماني منذ تعيين قائدا لفيلق القدس عام 1998 خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
وأصبح نفوذ سليماني داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية جليا في 2019 عندما منحه خامنئي ميدالية وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذه الميدالية منذ تأسيس الجمهورية الإيرانية في عام 1979.