محلل إسرائيلي: اغتيال سليماني ينهي «التعايش» الأمريكي- الإيراني بالعراق

قاسم سليماني

"أصبح قلسم سليماني، الذي يطلق عليه المرشد الأعلى الإيراني ‘الشهيد الحي’ مرادفاً لتصدير الثورة الإيرانية. ويعد اغتياله الإنجاز الأكبر للرئيس ترامب في حربه على الإرهاب وكذلك نقطة النهاية للتعايش الأمريكي- الإيراني بالعراق".

 

جاء ذلك في مقدمة تحليل للإسرائيلي "يارون فريدمان" محلل الشؤون العربية بصحيفة "يديعوت أحرونوت"  تعليقاً على اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بقصف أمريكي استهدف سيارة كانت تقله بمطار بغداد فجر اليوم الجمعة.

 

وقتل في القصف أيضاً أبو مهدي المهندس نائب رئيس ميليشيا الحشد الشعبي العراقية (قوات شيعية مقربة من إيران) حيث كان برفقة سليماني، وهو المسؤول بحسب تقارير عن اقتحام محيط السفارة الأمريكية في بغداد قبل أيام.

 

ووصف فريدمان مقتل سليماني بـ "الضربة القاسية لإيران والإنجاز الأهم لإدارة ترامب منذ اغتيال أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش".

 

وقال إن اغتياله خطوة غير مسبوقة في الصراع الأمريكي ضد إيران، لافتا إلى أنها المرة الأولى التي تغتال فيها الولايات المتحدة بشكل رسمي مسؤولاً إيرانياً منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

 

واعتبر "فريدمان" أن اغتيال سليماني لم يكون "خطوة اعتباطية" من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإنما استمرارا لسياساته العدوانية والحازمة تجاه إيران، تلك السياسة التي بدأت عام 2018 بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي وقعه الغرب مع طهران عام 2015، واستمرت لاحقا بفرض عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على إيران وأذرعها، وتجلت هذه المرة في اغتيال الجنرال الإيراني المسؤول عن تنفيذ استراتيجية بلاده بالشرق الأوسط.

 

ومن المرجح أن يكون قرار اغتيال سليماني اتخذ قبل عدة أيام، لذلك قام الامريكان بإخلاء سفارتهم في بغداد عقب الهجوم عليها، خوفاً من رد فعل غاضب ونقلوا موظفيها إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان شمال العراق، بحسب محلل "يديعوت".

وتابع "فريدمان":تحدث محللون في العالم العربي صباح اليوم عن تجاوز الخط الأحمر في الصراع ضد إيران، إلا أن هذا الخط تم تجاوزه في سبتمبر الماضي عندما هاجمت إيران منشآت النفط التابعة لشركة أرامكو شرقي السعودية".

 

ومضى قائلاً :"العام المنصرم (2019) تم إحصاء 20 هجوما على القوات الأمريكية في العراق. والسبت الماضي أطلقت مليشيات شيعية في العراق النار على قاعدة أمريكية وردت الولايات المتحدة بهجوم فتاك على معسكر لكتائب حزب الله العراقية. وكان أبو المهدي المهندس الذي تم اغتياله اليوم أيضاً من خطط للهجوم الحاشد على السفارة الأمريكية في بغداد أمس الأول".

 

واستعرض"فريدمان" سيرة سليماني (62 عاما) العسكرية بدأ من انضمامه للحرس الثوري عام 1980 ومشاركته في الحرب الإيرانية- العراقية (1980- 1988)، ثم تعيينه على رأس "فيلق القدس" عام 1997، وتسميته من قبل المرشد الإيراني الأعلى على خامنئي بـ "الشهيد الحي"، وإشرافه على تمويل وتدريب وتسليح المليشيات الموالية لإيران بما في ذلك في العراق وسوريا واليمن.

 

 

واعتبر أن موت سليماني هو نهاية "الأسطورة" بالنسبة لإيران التي ستجد غالبا صعوبة في تعويضه.

 

وأضاف أن عملية الاغتيال تعد أيضاً نقطة نهاية التعايش الأمريكي- الإيراني على أرض العراق، بعدما قاتل الطرفان على نفس الجانب ضد داعش، مشيرا إلى أن "هذا التعايش العدواني استمر لنحو عامين، حتى قرر سليماني أن الوقت قد حان لطرد الجنود الأمريكيين من خلال سلسلة هجمات".

 

وقال الإسرائيلي "فرديمان" إن الوجود الأمريكي في العراق (نحو 5 آلاف جندي أمريكي) عطل مشروع "المعبر البري"، الذي أوكلت لسليماني مهمة تنفيذه، بهدف نقل مقاتلين وسلاح من إيران عبر العراق وسوريا إلى لبنان و"حزب الله".

 

ولفت إلى أن المليشيات العراقية الموالية لطهران سبق وقررت التصعيد ضد الوجود الأمريكي بالعراق، إنطلاقا من رغبة إيران في قمع التظاهرات المتواصلة منذ مطلع أكتوبر الماضي ضد النظام العراقي المدعوم إيرانياً.

 

ورأى محلل "يديعوت" أن إيران قررت التصعيد ضد الوجود الأمريكي في العراق أيضا من منطلق رغبتها في تحويل الغضب بالشارع العراقي من الأزمة الاقتصادية والاحتجاج على الفساد والذي تجلى في هتافات ضد "الاحتلال الإيراني"، للعراق، إلى الصراع مع "الاحتلال الأمريكي".

 

"اغتيال سليماني لا يمثل فقط ضربة للسياسة الخارجية الاستراتيجية لإيران، بل يضعف أيضا قوات الصقور داخل النظام في قلب إيران التي قمعت بوحشية الاحتجاجات الاجتماعية الشهر الماضي"، أضاف "فريدمان".

 

وفيما يتعلق بسيناريوهات الرد وما إن كانت ستأتي من قبل "حزب الله" اللبناني، لفت "فرديمان" إلى أن أغلب الظن أن يأتي الرد من قبل من تضرر بشكل مباشر من اغتيال سليماني- أي إيران والمليشيات العراقية.

 

وأضاف في هذا الصدد :"تعتمد هذه الفرضية على أن حزب الله، أُنهك في الحرب بسوريا، ويواجه وضعا اقتصاديا صعبا بسبب العقوبات المفروضة على إيران، فضلا عن انتقادات شديدة تلاحقه داخل لبنان، بما في ذلك من قبل الكثير من المحتجين الشيعة. هذا التوقيت ليس مناسبا للحرب بالنسبة لحزب الله".

 

وختم "فرديمان" تحليله قائلاً :"على المستوى الإستراتيجي من السابق لأوانه معرفة ما إن كانت الخطوة الأمريكية سوف تسهم في تعزيز قوة ردع الولايات المتحدة، أم سنكون على وشك بداية مرحلة تصعيد خطير سيقود في النهاية إلى مواجهة عسكرية مع إيران. ستجيب الأيام عن ذلك".

 

الخبر من المصدر..

 

 

مقالات متعلقة