أحدثت واقعة اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري كثيرًا من ردود الأفعال على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقتل سليماني والمهندس في غارة أمريكية استهدفت سيارتيهما على طريق مطار بغداد، في وقتٍ مبكر من صباح اليوم الجمعة.
ويأتي هذا الهجوم في أعقاب استهداف مقر السفارة الأمريكية في بغداد عقب اقتحامها من قِبل محتجين موالين لإيران، هاجموا السفارة ردًا على ضربة أمريكية قضت على 25 عنصرًا من كتائب حزب الله العراقية.
وفي بيانٍ أعقب الهجوم، أكّدت وزارة الدفاع الأمريكية أنّ الجيش قام بعمل دفاعي حاسم لحماية الأمريكيين بالخارج من خلال قتل سليماني المدرج على قائمة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة.
وأضاف البيان: "بتوجيه من الرئيس، نفذ الجيش الأمريكي عملًا دفاعيًّا حاسمًا لحماية الأمريكيين في الخارج بقتل قاسم سليماني.. سليماني هو من أقر الهجمات على السفارة الأمريكية في بغداد قبل أيام"، مشيرًا إلى أنه كان يطور بنشاط خططًا للهجوم على الدبلوماسيين الأمريكيين وأفراد الخدمة في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة.
وبُعيد الهجوم، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ سليماني الذي اغتيل في الضربة الأمريكية، كان يجب أن يُقتل "قبل سنوات عدة".
وقال ترامب في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الجنرال قاسم سليماني قتل أو أصاب آلاف الأمريكيين بجروح بالغة على فترة طويلة وكان يخطط لقتل عدد أكبر بكثير، لكنه سقط!".
كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أنَّ سليماني كان قبل مقتله في غارة جوية يخطط لعمل وشيك يهدد المواطنين الأمريكيين.
ونقلت شبكة "يورو نيوز" عن بومبيو قوله: "لقد كان يخطط بشكل نشط في المنطقة للقيام بأعمال، عمل كبير، كما وصفه، كان سيعرض حياة العشرات أن لم يكن المئات من الأمريكيين للخطر.. كنا نعلم أنه وشيك، كان هذا هو التقييم الاستخباراتي الذي وجه عملية اتخاذ قرارنا".
عربيًّا، أكّدت مصر أنّها تتابع التطورات في العراق بقدر كبير من القلق، داعيةً إلى تفادي أي تصعيد جديد.
وقال بيانٌ صادرٌ عن وزارة الخارجية: "بقدر كبير من القلق، تتابع وزارة الخارجية التطورات المتسارعة للأحداث في العراق، والتي تنذر بتصعيد للموقف من الأهمية تجنبه، ولهذا فإن مصر تدعو لاحتواء الموقف وتفادي أي تصعيد جديد".
كما طلبت المملكة العربية السعودية، من المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن واستقرار المنطقة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية قوله: "مع معرفة ما يتعرض له أمن المنطقة واستقرارها من عمليات وتهديدات من قبل الميليشيات الإرهابية تتطلب إيقافها، فإن المملكة وفي ضوء التطورات المتسارعة تدعو إلى أهمية ضبط النفس لدرء كل ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بما لا تحمد عقباه".
وأكّد المسؤول السعودي، وجوب اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع.
بدورها، دعت دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى عدم التصعيد، وصرّح وزير الخارجية أنور قرقاش عبر حسابه على "تويتر": "في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة لا بد من تغليب الحكمة والاتزان وتغليب الحلول السياسية على المواجهة والتصعيد".
وأضاف: "القضايا التي تواجهها المنطقة معقدة ومتراكمة وتعاني من فقدان الثقة بين الأطراف، والتعامل العقلاني يتطلب مقاربة هادئة وخالية من الانفعال".
النظام السوري أدان واقعة الاغتيال، وقال الرئيس بشار الأسد إنّ "الشعب السوري لن ينسى سليماني إلى جانب جيش بلاده" بعد اندلاع النزاع المستمر منذ نحو تسع سنوات.
وقال الأسد، في برقية تعزية وجّهها إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي: "سيبقى ذكر الشهيد سليماني خالدًا في ضمائر الشعب السوري الذي لن ينسى وقوفه إلى جانب الجيش العربي السوري في دفاعه عن سوريا ضد الإرهاب وداعميه، وبصماته الجلية في العديد من الانتصارات ضد التنظيمات الإرهابية".
دوليًّا، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أنّ العالم لا يمكنه تحمُّل حرب جديدة في الخليج، داعيًّا إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس في هذا الظرف المتوتر.
بدوره، أعلن قصر الإليزيه أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيبقى على اتصال وثيق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمتابعة الوضع في العراق وتجنب تصعيد جديد خطير للتوتر"، كما دعا كل الأطراف إلى ضبط النفس.
كما تفاعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الواقعة، حيث عبَّر عن قلقه إزاء اغتيال سليماني، وقال إنَّ هذه العملية قد تؤدي إلى تأجيج الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
ألمانيا عبَّرت عن قلقها الشديد إزاء واقعة الاغتيال، ودعت إلى ضبط النفس وخفض التصعيد، حسبما صرّحت أولريكي ديمير الناطقة باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وقالت أولريكي: "نحن في مرحلة خطيرة من التصعيد. من المهم الآن التحلي بضبط النفس للمساهمة في خفض التصعيد.. نحن أيضًا ننظر الى أنشطة إيران في المنطقة بقلق شديد"، لكنها حذرت من أن النزاعات "لا يمكن أن تحل إلا عبر السبل الدبلوماسية".
في هذا الصدد أيضًا، دعت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها دومينيك راب، كل الأطراف إلى خفض التصعيد، وقال: "كنا نرى على الدوام التهديد العدائي الذي يشكله فيلق القدس بقيادة الجنرال سليماني.. بعد مقتله نحض كل الأطراف على خفض التصعيد. اندلاع نزاع جديد ليس في مصلحتنا".