تتواصل ردود الأفعال على العملية الأمريكية التي انتهت باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، والتي وصلت إلى إجراءات أمنية داخل الولايات المتحدة وخارجها تأهُّبًا لأي إجراءات إيرانية متوقعة.
وقتل سليماني والمهندس في غارة أمريكية استهدفت سيارتيهما على طريق مطار بغداد، في وقتٍ مبكر من صباح اليوم الجمعة.
ويأتي هذا الهجوم في أعقاب استهداف مقر السفارة الأمريكية في بغداد عقب اقتحامها من قِبل محتجين موالين لإيران، هاجموا السفارة ردًا على ضربة أمريكية قضت على 25 عنصرًا من كتائب حزب الله العراقية.
وفي بيانٍ أعقب الهجوم، أكّدت وزارة الدفاع الأمريكية أنّ الجيش قام بعمل دفاعي حاسم لحماية الأمريكيين بالخارج من خلال قتل سليماني المدرج على قائمة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة.
وأضاف البيان: "بتوجيه من الرئيس، نفذ الجيش الأمريكي عملًا دفاعيًّا حاسمًا لحماية الأمريكيين في الخارج بقتل قاسم سليماني.. سليماني هو من أقر الهجمات على السفارة الأمريكية في بغداد قبل أيام"، مشيرًا إلى أنه كان يطور بنشاط خططًا للهجوم على الدبلوماسيين الأمريكيين وأفراد الخدمة في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة.
داخليًّا، أعلنت بلدية نيويورك رفع درجة التأهب تحسبًا لحدوث عمل انتقامي من قِبل إيران في الفترة المقبلة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن رئيس البلدية بيل دي بلاسيو قوله: "الخطر زاد بشكل كبير في ضوء الموارد التي تمتلكها دولة مثل إيران بالمقارنة بتنظيمات مثل القاعدة أو تنظيم داعش.. يتعين أن نفترض أن هذا العمل (الضربة الجوية) يضعنا في حالة حرب بحكم الأمر الواقع".
في سياق متصل، صرَّح مفوض الشرطة في نيويورك ديرموت شاي: "الضباط رفعوا درجة الاستعداد بالفعل، سكان المدينة يمكن أن يشاهدوا في بعض المناطق المزيد من الضباط بالزي الرسمي وبعضهم مدجج بالسلاح".
وفي خطوة أخرى، أفادت وكالة أنباء "بلومبرج"، بأنّ الإدارة الأمريكية بصدد إرسال ثلاثة آلاف عسكري إلى الشرق الأوسط.
إلا أنّ هذه الخطة معدة مسبقًا منذ أوائل شهر ديسمبر الماضي، أي قبل مقتل قاسم سليماني، حيث نقلت تقارير عن مسؤول أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إنّ وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر يعتزم إرسال ما بين 5 و 7 آلاف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط لمواجهة إيران، وقد تمّ الكشف عن ذلك في السادس من ديسمبر الماضي.