"إيران لا تزال تمثل تهديدا"..
تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية افتتاحيتها حول تداعيات مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في العاصمة العراقية بغداد.
وقالت الصحيفة في الافتتاحية التي نشرتها على موقعها الإليكتروني إن:" قتل سليماني بأمر من الرئيس الأمريكي ترامب، نفذته القوات الجوية الأمريكية، أزاح واحدا من أشهر مهندسي الإرهاب في المنطقة، فسليماني مسئول بشكل مباشر أو غير مباشر عن قتل مئات الآلاف من المدنيين في العراق، وتورط في التخطيط للهجوم الإرهابي على مركز الطائفة اليهودية في بيونس إيرس عام 1994".
وأشارت الصحيفة إلى أن سليماني كان واجهة التهديد الإيراني في الشرق الأوسط وما وراءه، حيث نسج شبكة نفوذ إيران وسيطرتها في العراق ولبنان واليمن وسوريا، وخارجها، وسيطر على برنامج الصواريخ الباليستي الإيراني وساعد في تطوير برنامجها النووي.
واعتبرت الصحيفة أن خطط سليماني لتحويل إيران إلى قوة إقليمية لها نفوذ دولي لم تنته بموته، مشيرة إلى أن طهران سوف تواصل تنفيذ هذه الخطط.
وقالت إن إسرائيل لا تزال هدفًا لإيران ووكلائها مثل حزب الله في لبنان والميليشيات الموالية لإيران العاملة في سوريا، إلا أنها يجب أن تنأى بنفسها عن أي انتماء للأعمال الأمريكية، لافتة إلى أن التهديدات الإيرانية لا تزال قائمة.
ورأت الصحيفة أن "إسرائيل من الممكن أن تصبح راضية عن موت الرجل الذي قاد الحملة الإيرانية في الشرق الأوسط، ولكن لابد أن تتذكر أن تحديها لم يكن سليماني، الذي كان بإمكان إسرائيل أن تنال منه مرات عديدة في الماضي، وهذه المجموعة من التهديدات لم تقل بموته".
وقُتل سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني والعقل المدبر للعمليات السرية والعسكرية لطهران في الخارج، في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة على موكبه عند مطار بغداد يوم الجمعة.
وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن جثمان القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني وصل إلى إيران يوم الأحد.
ونُقل جثمان سليماني بالطائرة إلى مدينة الأهواز في جنوب غرب البلاد.
وبثت الهيئة لقطات مصورة لنعش ملفوف بالعلم الإيراني يُجري إنزاله من طائرة مع عزف موسيقى عسكرية.
وسار آلاف المشيعين متشحين بالسواد في مدينة الأهواز في بث مباشر للتلفزيون الرسمي.
وتظاهر إيرانيون كثيرون خلال الأيام القليلة الماضية تعبيرا عن الحزن على مقتل سليماني الذي يعد ثاني أقوى شخصية في البلاد بعد الزعيم الأعلى علي خامنئي لكن آخرين عبروا عن مخاوفهم من أن يؤدي مقتله إلى الزج بالبلاد في أتون حرب مدمرة مع دولة عظمى.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت بضرب 52 موقعا إيرانيا بقوة إذا هاجمت إيران أمريكيين أو مصالح أمريكية. وتوعد خامنئي بانتقام قاس وأعلن يوم الجمعة الحداد لمدة ثلاثة أيام.
وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن جثمان القيادي بالحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس الذي قتل مع سليماني في نفس الهجوم نقل أيضا إلى الأهواز.
وتظاهر عشرات الآلاف في العراق يوم السبت حدادا على سليماني والمهندس مرددين هتاف ”الموت لأمريكا“.كما هتف نواب إيرانيون ”الموت لأمريكا“ خلال جلسة للبرلمان نقلها التلفزيون يوم الأحد.
النص الأصلي