بعد تصويت البرلمان العراقي بالأغلبية، اليوم الأحد، على قرار يطالب الحكومة بإنهاء التواجد العسكري الأجنبي على أراضي البلاد، هل تخرج القوات الأمريكية من بغداد، في ظل الغضب المتصاعد في العراق بسبب غارات واشنطن، الأخيرة، التي أدت إلى مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، ومقاتلين آخرين من الحشد.
وسط مخاوف من تحول العراق لساحة صراع مع تصاعد حدة التوتر بين أمريكا وإيران، صوت أعضاء البرلمان اليوم بأغلبية لصالح قرار مكون من 5 فقرات تم إعداده من قبل الكتل السياسية واللجان المختصة لإنهاء التواجد العسكري الأجنبي في البلاد. وطالب القرار بإلزام الحكومة بالعمل على إنهاء تواجد أي قوات أجنبية في الأراضي العراقية، وإلغاء طلب المساعدة المقدمة من التحالف الدولي لمحاربة "داعش". كما طالب القرار الحكومة بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد واشنطن بسبب انتهاكها لسيادة العراق. ودعاها إلى "إجراء تحقيقات على أعلى المستويات لمعرفة ملابسات القصف الأمريكي وإعلام البرلمان بالنتائج خلال أسبوع".
وقتل سليماني والمهندس، و8 أشخاص كانوا برفقتهما، فجر الجمعة، إثر قصف جوي أمريكي استهدف سيارتين على طريق مطار بغداد، بالعاصمة العراقية. وقالت واشنطن إن قتل سليماني "يأتي في إطار الدفاع عن النفس"، وإن الأخير كان يخطط لشن هجمات وشيكة على مصالح أمريكية في المنطقة. وتوعدت إيران والفصائل الموالية لها في العراق ودول أخرى بالانتقام. ويشكل هذا التطور تصعيدا كبيرا بين الولايات المتحدة وإيران، وهما حليفان وثيقان لبغداد، وسط مخاوف واسعة في العراق من تحول البلد إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران. وجاءت الغارة الجوية الأمريكية إثر محاولة المئات من مقاتلي "الحشد الشعبي" وأنصارهم اقتحام سفارة واشنطن في بغداد، الثلاثاء والأربعاء، خلال احتجاجات على قصف آخر للولايات المتحدة بمحافظة الأنبار (غرب) أدى إلى مقتل 28 مقاتلا من كتائب "حزب الله" العراقي المقرب من إيران، وإصابة 48 آخرين. ويتهم مسؤولون أمريكيون إيران، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية العراقية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران. وينتشر نحو 5 آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.