حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، من استمرار المسئولين الإسرائيليين في الإدلاء بتصريحات حول اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ورفع حالة الاستعداد في إسرائيل، معتبرًا أنهم بذلك يستدعون ردًا انتقاميًا من قبل طهران.
وفي حديث لصحيفة "معاريف" العبرية، انتقد أولمرت رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو والقيادة السياسية في إسرائيل على خلفية تصريحاتهم بشأن اغتيال سليماني قائلاً "من المستحسن الحفاظ على لهجة متوازنة، فنحن نبدو وكأن لنا علاقة بالأمر (اغتيال سليماني)".
وقال أولمرت إنه سعيد أنه جرى اغتيال سليماني على يد الأمريكان الذين أعلنوا مسئوليتهم الكاملة عن مقتله بشكل علني، مضيفاً "الحمد لله أنهم قتلوه فقد كان رجلاً شريراً".
ولفت إلى أن إسرائيل لم تعترف أبداً على سبيل المثال باغتيال القيادي بحزب الله اللبناني عماد مغنية عام 2008، مشيرا في هذا الصدد "اعتدت على مدى سنوات أن أبقي داخلي أشياء أعلمها، أشياء كان يمكن التفاخر بها".
وتابع أولمرت :" على الأرحج اغتالت الولايات المتحدة وحدها سليماني. فلما يتعين علينا الخروج والإدلاء بتصريحات وزيادة اليقظة. يمكننا القيام بهذه الأشياء بهدوء. لكن عندما نفعل ذلك علنا نخلق انطباعا وكأن لنا علاقة بالأمر وكأننا نستدعي الرد الإيراني. لماذا؟".
وفجر الجمعة، قتل قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، و8 أشخاص كانوا برفقتهما، إثر قصف جوي أمريكي استهدفت سيارتين على طريق مطار بغداد.
ومساء السبت ذكرت القناة "12" العبرية أن واشنطن كانت قد أبلغت إسرائيل بأنها بصدد اغتيال سليماني، وأن نتنياهو كان على علم بذلك قبيل توجهه إلى العاصمة اليونانية أثينا، صباح الخميس الماضي.
وبحسب المصدر ذاته، جرى إطلاع القيادة العسكرية الإسرائيلية ونتنياهو بشأن عملية الاغتيال قبيل تنفيذها، دون إعلام وزراء المجلس السياسي الأمني المصغر (الكابينت) بالتفاصيل.
وفور الإعلان عن اغتيال سليماني، قطع نتنياهو زيارته إلى اليونان عائدا إلى إسرائيل، وجه تعليمات لجميع وزرائه بعدم التطرق لواقعة الاغتيال في وسائل الإعلام المختلفة.
وقالت القناة "12" إنه على الرغم أن إسرائيل لا تعتبر هدفا رئيسيا للرد الإيراني، إلا أنها رفعت حالة التأهب على حدود اللبنانية والسورية وعلى حدود قطاع غزة وفي الاستخبارات العسكرية.
وأشارت إلى أن المخاوف الإسرائيلية ليست تحديدا من رد إيراني مباشر، وإنما من رد "تلقائي" من قبل الحركات المسلحة على الحدود مع إسرائيل، أو استهداف للقنصليات الإسرائيلية بالخارج.
وفي وقت سابق اليوم الأحد، قال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستحق كل التقدير كونه عمل "بسرعة وقوة وحزم" على اغتيال قاسم سليماني.
واعتبر نتنياهو أن "سليماني دبر ونفذ الكثير من العمليات الإرهابية بالشرق الأوسط وما وراءه".
وأضاف "الرئيس ترامب، يستحق كل تقدير كونه عمل بسرعة وقوة وحزم"، مشددا على أن "إسرائيل تقف إلى جانب الولايات المتحدة من أجل السلام والدفاع عن النفس".
من جانبه، قال موقع "ديبكا" العبري المتخصص في التحليلات العسكرية والأمنية، إن إيران قد ترد على اغتيال سليماني أولاً عبر ضرب أهداف إسرائيلية.
وأوضح في تقرير له الأحد، أنه وانطلاقا من عدم قدرة الإيرانيين في المرحلة الراهنة توجيه ضربة قوية وفورية لأهداف أمريكية، فسوف تفضل القيادة الإيرانية ضرب هدف إسرائيلي.