هناك أعمال تظل صالحة لكل العصور والأزمان، وتعبر عن الفكرة بداخلها مهما اختلفت الرؤية، وهذا ينطبق على مسرحية الكاتب محمد أبو العلا السلاموني "ديوان البقر".
النص المسرحي "ديوان البقر" قدم أكثر من مرة على خشبة المسرح بوجهات نظر مختلفة تحمل رؤية المخرج، وقدمها من قبل المخرج الكبير والفنان كرم مطاوع، كما قدمت عام 1995.
وتعود مسرحية "ديوان البقر" لكن هذه المرة برؤية المخرج محمد فاضل، وبدأ بالفعل البروفات استعدادًا لفتح الستار على مسرح الهناجر بدار الأوبرا، نهاية شهر يناير الجاري.
وتشارك الفنانة فاطمة محمد علي، في بطولة العرض المسرحي "ديوان البقر"، للكاتب محمد أبو العلا السلاموني، وإخراج محمد فاضل.
وأعربت فاطمة محمد علي عن سعادتها بأول تعاون لها مع المخرج الكبير محمد فاضل والذي يعود للإخراج المسرحي بعد سنوات طويلة، بعدما قدم الكثير من الأعمال الناجحة والمميزة في تاريخ الدراما المصرية. وأشارت إلى أنها تُجسِّد دور صعب وهي شخصية "نعناعة – الغازية"، والتي تدافع عن هوية الفن والفنانين.
تدور أحداث المسرحية حول التصدي للتطرف ومكافحة الإرهاب بالفكر، حيث تقدم المسرحية حكاية منسوبة لفترة زمنية سيطرت فيها جماعات التطرف والظلام على المجتمع، فارضة جهلها وتخلفها منذ أكثر من ألف عام حاولت فيه إلغاء العقول، وخلق مجتمع "قطيعى"، كأنه مجموعة من الأبقار، وذلك تحت ادعاء اتقاء نار جهنم بفعل مقولات منسوبة زوراً للدين ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
كما يتناول النص قضية تغيير عقول الشباب، وبث الأفكار الهدامة والتشاؤمية وكراهية المجتمع فى عقولهم، من قبل الجماعات الإرهابية وتنامى الفاشية الدينية.
وتحكي عن أن أحد الفقهاء كان يجلس علي قارعة الطريق ويأكل، فمر عليه رجل وقال له : "ألا تستحي وأنت تأكل في وسط الطريق والناس تراك؟"، فنظر له بثقة وقال : "سوف أثبت لك أنهم بقر"، وقام منادياً علي الناس فتجمعوا حوله فقال لهم :"روي عن أكثر من شخص أن من أخرج لسانه ولعق أنفه لن يدخل النار"، فصدقوا جميعاً، وبدأوا بلعق أنوفهم بلسانهم.
مسرحية "ديوان البقر"، بطولة أحمد صيام، فاطمة محمد علي، ومحمد التاجي، من تأليف محمد أبو العلا السلاموني والذي استلهمها من كتاب "الأغانى" للأصفهانى، وإخراج محمد فاضل.
ويذكر أن، مسرحية "ديوان البقر" قدمت عام 1995 على خشبة مركز الهناجر للفنون، وشارك في بطولتها: الفنان الكبير عبد الرحمن أبو زهرة، أحمد حلاوة، عايدة فهمى، ناهد رشد.