اعتبر مركز أبحاث إسرائيلي أن اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني هو تطور إيجابي وهدية لإسرائيل في كل ما يتعلق بحربها ضد التمركز العسكري الإيراني في سوريا.
وقال "يوني بن مناحيم" في تحليله المنشور بـ "مركز القدس للشؤون العامة والسياسية" إن سليماني كان مهندس المشروع الإيراني بسوريا، وبالتالي يتعين على إسرائيل استغلال الفراغ الذي خلفه موته لتكثيف هجماتها على الأهداف الإيرانية بسوريا.
ورأى أن اغتيال سليماني قد يؤثر سلباً على التواجد الإيراني في سوريا الذي تتصدى له إسرائيل منذ سنوات بشدة معتبرة أنه يشكل تهديداً لأمنها.
وأوضح "بن مناحيم" أن الوجود الإيراني العسكري في سوريا بدأ عام 2012، وقتها أرسلت طهران قوات من "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري وقوات من "حزب الله" اللبناني لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية مقابل إقامة قواعد عسكرية إيرانية لاحقاً.
ولفت إلى الجنرال سليماني قائد "فيلق القدس" كان من أشرف خلال هذه السنوات على النشاط الإيراني بسوريا.
ولإيران بحسب "بن مناحيم" في سوريا حالياً عدة قواعد عسكرية: قاعدة في مطار دمشق الدولي تُستخدم كمحطة لنقل المقاتلين والأسلحة من إيران إلى سوريا ولبنان، وتم استهداف هذه القاعدة أكثر من مرة على يد الطيران الإسرائيلي.
قاعدة أخرى موجودة في مطار طياس العسكري المعروف أيضا باسم مطار التيفور (4-T) في حمص، كذلك تتواجد إيران عسكريا في مطار حماة ومطار النيرب في حلب وفي منطقة الكسوة بريف دمشق، بحسب المصدر ذاته.
كما نقلت إيران إلى الأراضي السورية عشرات الآلاف من المقاتلين التابعين للمليشيات الشيعية العراقية الموالية لها.
وفي 2012 تشكلت في سوريا ميليشيا "أبو الفضل العباس" التابعة للحشد الشعبي العراقي، كما تضم سوريا مقاتلين من مليشيات عراقية مختلفية بينها "النجباء" و"عصائب أهل الحق"، و"حزب الله" العراقي.
وخلال العامين الماضيين، صب قاسم سليماني جل اهتمامه على إقامة جسر بري كبير في منطقة البوكمال الحدودية بين سوريا والعراق بهدف نقل كميات كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ دقيقة من إيران عبر العراق إلى سوريا و"حزب الله" في لبنان، وهو المحور الذي يربط برياً بين طهران وبيروت.
وأكد "بن مناحيم" أن منطقة القائم- البوكمال تتعرض لهجمات جوية كل عدة أيام من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لافتاً إلى أنه خلال الفترة الأخيرة أقام "فيلق القدس" بقيادة سليماني أنفاقاً ومخازن تحت الأرض في المنطقة ذاتها للتحصن من تلك الهجمات.
وأضاف "هذا الجسر البري الكبير هو أحد الإنجازات الاستراتيجية الكبرى لقاسم سليماني، والآن تخشى القيادة الإيرانية من تعرض الجسر للخطر عقب اغتياله".
وتابع :"إيران قلقة من استغلال إسرائيل الفراغ الذي خلفه اغتيال سليماني فيما يتعلق بعلاقة طهران مع المليشيات الشيعية الناشطة بالعراق وسوريا لتكثيف هجماتها عليها".
وقال "كان قاسم سليماني رجل ميداني وكثيرا ما أقام في المناطق التي بها تواجد عسكري للمليشيات بسوريا والعراق للإشرف عن كثب على عملها، وتحرك بشكل دائم على محور طهران-دمشق-بغداد".
واعتبر المحلل الإسرائيلي أن سليماني كان هو الرجل الذي أنقذ نظام الأسد خلال فترة الحرب الأهلية حتى وصول قوات الجيش الروسي إلى سوريا وتمركزها هناك، لافتاً إلى أن إيران خشيت من سقوط نظام الأسد وبالتالي خسارتها فرصة التمركز عسكريا بسوريا ووقف تمددها.
وشكك "بن مناحيم" في أن يكون إسماعيل قاني خليفة سليماني يتمتع بالعلاقات الوطيدة التي كان يتمتع بها الأخير مع المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، والرئيس السوري بشار الأسد، وقادة المليشيات الشيعية بسوريا والعراق والأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله.
وختم بالقول :"وفاة سليماني هي بمثابة هدية مهمة لإسرائيل في كل ما يتعلق بحربها ضد التمركز العسكري الإيراني بسوريا، وعقب اغتياله تضررت قدرة إيران على العمل في سوريا، وخلف ذلك على الأرض فراغاً كبيراً على إسرائيل أن تستغله، هذا هو الوقت المناسب لتصعيد الهجمات العسكرية الإسرائيلية في سوريا على الأهداف الإيرانية لتعطيل المشروع".
الخبر من المصدر..