رحلة كفاح «عم فتحي»..«السباك» السبعيني الذي شارك في نصر أكتوبر

الصور المتداولة لـ "عم فتحي" على مواقع التواصل الاجتماعي

بشعرٍ أبيض يكسو رأسه، وظهرٍ انحنى قليلًا بفعل الزمن، وتجاعيد سلكت طريقها عبر ثنايا وجهه، أطل الرجل السبعيني عبر صورة جابت مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت تفانيه في عمله الشاق في مهنة "السباكة" على الرغم من تقدمه في السن.

 

"عم فتحي"، صاحب الشعر الأبيض، وأحد أبطال حرب أكتوبر،  وقد بدا منهكمًا  في أعمال السباكة، تلك المهنة التي ظل يعمل بها طوال الـ 50 سنة الماضية..

 

في حديثٍ لـ"مصر العربية"، يروى (عم فتحي)، صاحب الـ 75 عامًا رحلة كفاحه بالسباكة التي بدأت منذ كان أن صغيرًا، وهو في سن العاشرة، بعدما حالت الظروف دون أن يستكمل تعليمه.

 

إالتعليم الذي لم يحظ به "عم فتحي" كان حريصًا أن يكون لأبنائه نصيبٌ منه، فيقول بنبرة تحمل شيئًا من الفخر: "الحمد لله ولادي اتعلموا احسن علام واتربوا أحسن تربية".

 

أخبرنا الرجل السبعيني أنّ بداية عهده بالسباكة كانت منذ 50 عامًا، حتى أنه صار مع الوقت ماهرًا وخبيرًا، وحينما كبر في العمر نصحه أولاده بأنه حان الآوان كي يستريح ويلتقط أنفاسه من مشوار كفاح طويل خاضه طوال حياته، إلا أنّه قرر الاستمرار في هذا العمل الشاق كونه لا يحب أن يعيش في هذه الحياة دون أن يعمل، فضلًا عن أنّ مهنة السباكة تقتل الكثير من أوقات فراغه، قائلًا: "أنا بزهق من القعدة".

 

"ربنا عاطيني نعمة الصحة وبحس اني لسه شباب رغم سني فأقعد ليه..  الموضوع مش موضوع فلوس الفكرة طالما ربنا مديني الصحة اعمل حاجة تفيد الناس واخد بها حسنات ليه معملهاش".. يضيف "عم فتحي".

 

 

"عم فتحي" ليس مجرد سباكًا يتحاكى بأخلاقه وعفة يده القاصي والداني في مسقط رأسه ببني سويف، لكنه بطل من أبطال حرب اكتوبر، فيقول: "حضرت حرب 1967 والاستنزاف والعبور". 

 

يحمل "عم فتحي" حقيبة تحوي "عِدة الشغل" كلما طلبه أحدٌ لإصلاح شيء ما، ولا يغادر المكان إلا بعد تأكده أن كل شئ على ما يرام، بحسب رواية بعضٍ ممن تعاملوا معه، ويقول: "أنا بقوم بالمهام الخفيفة ولو انطلب حاجة كبيرة بيجي معايا اتنين شباب بيساعدوني وأنا بيكون إيدي في إيدهم". 

 

 

ولا يتمنى بطل أكتوبر الرجل العفيف من هذه الحياة سوى "الستر والصحة وراحة البال". 

 

مقالات متعلقة