"إنه أمر بشع بالفعل: مقتل أهم جنرالات إيران جعل العالم بأسره يجلس وينتبه ، كما لو أن نقطة التحول تقترب".. بهذه الكلمات استهلت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرها تحت عنوان "الشرق الأوسط إلى ساعة الصفر".
وأوضحت الصحيفة أنة القتل بات أمرًا معتادًا في الشرق الأوسط، سواء نتيجة حرب أهلية دامية تدور رحاها في سوريا ، أو من العراق البلد الذي انتهى منذ حرب "بوش الإبن" ، أو من الحرب الأهلية في ليبيا. بالإضافة إلى ذلك، فإن "أردوغان" قضى على الديمقراطية التركية.
وبحسب الصحيفة، معظم الدول الكبرى في العالم تشارك في المنطقة ، لكن النزاعات التي استمرت لعقود من الزمان تستمر دون تغيير.
وقد تنتقم أوروبا من نفسها، لأن زعماء دولها يعتقدون أن الوضع في الشرق الأوسط ليس من بين اهتماماتهم.
ما الذي يحدث في هذا الجزء من العالم؟ الحرب الأهلية في ليبيا
للإجابة على هذا السؤال يجب سماع المتضررين، لكن الصمت يسود، فهل هو صمت للضحايا أم صمت للجناة؟.. ربما كلاهما، بحسب الصحيفة الألمانية.
وأردفت الصحيفة: "هناك تفسير متشائم لهذه الظروف في هذا الجزء من العالم ، يكمن في اللا تعليم ، والفقر والقمع.
وتساءلت الصحيفة: "ما الذي يمكن أن توقعه بخلاف ظروف مثل تلك التي وقعت في وقت حرب الثلاثين عامًا في أوروبا؟
رأت الصحيفة أن الحروب في الشرق الأوسط أصبحت الآن مثل الكوارث الطبيعية.
وتشارك جميع الدول الكبرى تقريبًا في العالم بطريقة أو بأخرى في منطقة الشرق الأوسط التى تشتعل فيها الصراعات تقريبًا على أساس التقسيم الطائفي.
وبناء على ذلك، يفقد الناس الممتلكات والحياة وبالتالي يفقدون عقولهم ، والرؤية السليمة.
على سبيل المثال، بدلت دولة مثل تركيا ، نظامها الذي كان يعمل بشكل معقول، بنظام استبدادي يعتمد على فكرة الغزوات التي عفا عليها الزمن.
ويعزي هذا التحول في النهج التركي إلى نقص موارد الطاقة ، ولكنها قد تكلف بذلك الأرواح.
وفي أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط ، تفشل المحادثات ومبادلة الأفكار و احترام الخلاف في وجهات النظر، وهذه تعتبر أسس لا غنى عنها لكل حضارة مستنيرة.
وعندما تهون الحياة على المواطنين المتضررين في الشرق الأوسط حيث لا يوجد في بلادهم احتراما لكرامتهم ، ولا حق في حياة كريمة، ولا يوجد أي فائدة من الشكوى، يهاجرون على الفور إلى أوروبا.
الشرق الأوسط يتجه الآن نحو ساعة الصفر
يبدو أن الشرق الأوسط يتجه الآن نحو ساعة الصفر، لأن نظامه السياسي دائم الحركة في اتجاه القهر والطغيان.
ويبدو أن هناك قضايا عسكرية في تلك المنطقة تؤدي إلى مزيد من العنف وغالباً إلى استقرار الفساد والظلم.
وطالما أن حكام وشعوب هذه المنطقة لا يجتمعون فعلًا لتحليل أسباب بؤسهم ، فلن يكونوا قادرين على العيش في بيئة متحضرة وكريمة طوال حياتهم.
ويرتبط هذا الموقف في المقام الأول بطرق التفكير في هذه المجتمعات وخصائصها التاريخية.
ولا ترغب الولايات المتحدة ولا أوروبا اليوم في لعب دور بناء للشرق الأوسط على غرار دور الأميركيين في أوروبا الوسطى في عام 1945.
وكان هذا الدور الأمريكي في عام 1945 مهمًا لأن القوة الغربية المنتصرة في الحرب العالمية الثانية لم تقم بإبادة الخصم الخاسر ، لكنها ساعدت في بناء مجتمع أفضل.
ولم تسفر للتدخلات الأجنبية الخارجية في الشرق الأوسط حتى الآن عن تأثير إيجابي، بل قادت إلى تأثير معاكس.
ففي البلد الذي مزقته الحرب الأهلية "سوريا" كان التدخل الروسي سلبيا، ومنذ تدخل الولايات المتحدة في العراق ، اشتعلت الصراعات وأدت إلى عدم استقرار دائم.
ولم يعد بالإمكان تغيير مثل هذه الفوضى في المنطقة و تثبيت الاستقرار.
وبالنسبة للشرق الأوسط ، لا توجد عصا سحرية توفر ظروف معيشية جيدة بين عشية وضحاها. فكيف يمكن كسر هذه الحلقة المفرغة من القمع والحرب؟ وكيف يمكن القضاء على الاستهانة بقيم الأفراد ، ومبارزة القتلة والجلادين هناك؟
وقد يتطور الأمر إلى أن هؤلاء الأشخاص المقهورين في الشرق الأوسط يثأرون من أوروبا التي لا تضع قضاياهم في بؤرة اهتماماتها، بل تعتبر مشاكلهم هامشية.
كما أن الصراع في هذه المنطقة يغير أجزاء أخرى من العالم، حيث يحول السياسة إلى مصدر للمعاناة واللاعقلانية.
رابط النص الأصلي