إسرائيل تستعد لضرب أهداف إيرانية بسوريا

نتنياهو وخامنئي

تستعد إسرائيل لشن عمليات عسكرية ضد أهداف إيرانية في سوريا، بهدف تكبيد طهران خسائر فادحة في الأرواح، ما يمكن أن يؤدي خلال عام إلى القضاء نهائيا على التمركز الإيراني في الدولة العربية.

 

وقال جهاز الاستخبارية العسكرية الإسرائيلية (أمان)، اليوم الثلاثاء في تقديراته السنوية للعام الجاري 2020 إن اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بغارة أمريكية في بغداد في الثالث من الشهر الجاري يشكل فرصة لتكثيف الضربات الإسرائيلية على أهداف إيرانية بسوريا.

 

من جانبه، قال "رون بن يشاي" المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلا عن مصدر عسكري وصفه بـ "الكبير"، إن تل أبيب تستعد لشن ضربات ضد أهداف إيرانية بسوريا.

 

وقال "بن يشاي" إن هناك تقديرات في المنظومة الأمنية بإسرائيل تفيد بأن اغتيال سليماني سيؤدي إلى تغيرات سوف تصب في صالح إسرائيل، لاسيما فيما يتعلق بإضعاف قدرة طهران على التأثير واستعراض القوة بالشرق الأوسط.

 

ونقل عن مصدر عسكري إسرائيلي بارز لم يسمه أن رحيل سليماني والموقف الذي طرأ بعد ذلك يفتح أمام إسرائيل نافذة فرص يجب استغلالها لإنهاء الجهود الإيرانية للتمركز وتشكيل جبهة ضد إسرائيل في كل من سوريا والعراق.

 

وأوضح أن هذه الأطروحة تستند إلى تقديرات بأن النظام الإيراني يواجه حالياً انتكاسة تاريخية. فالعقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن قلصت أكثر من تسعة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لإيران في العام الماضي والوضع الاقتصادي يواصل التدهور، والإجراءات التي تقوم بها إيران لتجاوز العقوبات غير كافية.

 

ولفت إلى أن هناك حالة من الإحباط في طهران بسبب تبدد الآمال التي علقها الإيرانيون على امتيازات النفط والغاز والفوسفات وإعادة تأهيل الموانئ التي حصلوا عليها في سوريا، فضلا عن الاتفاقات التجارية مع العراق.

 

وقال إنه وبخلاف الفقر وتدهور الأوضاع معيشية الإيرانيين الذين ينظمون بين الحين والآخر تظاهرات تقمعها بعنف قوات الباسيج والشرطة، تلقى علي خامنئي المرشد الإيراني الأعلى ونظامه ثلاث ضربات موجعة مؤخرا: اغتيال سليماني، وإسقاط طائرة ركاب أوكرانية بطريق الخطأ، وما تبع ذلك من محاولات كاذبة لإخفاء الفشل المتعلق بإسقاط الطائرة بصاروخ مضاد للطائرات.

 

صحيح أن إيران مازال بإمكانها إلحاق الضرر وزعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط وتهديد سوق الطاقة العالمي، لكن النظام في طهران بدا حاليا أقل ثقة في نفسه، ومرتبك ويخشى ما هو آت، لقد نجح ترامب غير المتوقع في أن يفقد النظام الإيراني توازته، على حد قول المحلل الإسرائيلي.

 

هناك اعتقاد في أجهزة الأمن والمخابرات الإسرائيلية بأن اغتيال سليماني أحدث فراغاً في المنظومة الإيرانية التي أدارت التمركز العسكري في سوريا ومصنع الصواريخ الدقيقة لدى "حزب الله" في لبنان. فقد أمسك سليماني وحده بخيوط هذه اللعبة.

 

في سياق متصل، قال "أمير بوحبوت" المحلل العسكري لموقع "walla" الإسرائيلي في تحليل له اليوم الثلاثاء 14 يناير 2019 إن اغتيال سليماني سوف يربك جهود إيران في نقل مكونات الصواريخ الدقيقة للتنظيمات الشيعية الموالية لها لاسيما "حزب الله" اللبناني.

 

ولفت إلى أن هناك تقديرات إسرائيلية بأن إسماعيل قاني خليفة سليماني سيجد صعوبة في إدارة الكثير من الملفات في سوريا والعراق واليمن ولبنان، معتبراً أن نافذة فرص فتحها اغتيال سليماني أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي لتصفية الوجود الإيراني في سوريا.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات متعلقة