دائما ما تفضل السينما أن تصنع أفلاما عن قصص الحب الملحمية والخيالية، ليغرق الجمهور في أحداث حالمة وجملية ولكن فيلم "marriage story" فعل العكس.
الفيلم يبدأ بعدما ينتهي الحب، يأخذ المشاهد إلى قلب الواقعية، ويمكننا أن نرى الأبطال في أي مكان في العالم بأي لغة وأي بلد، فالمشاهد بكل تأكيد عاصر تجربة الفيلم بشكل حقيقي.
فيلم "قصة زواج" ينافس على أهم جوائز في العالم بأوسكار 2020، حيث ينافس على أفضل فيلم، وأفضل ممثلة، وأفضل ممثل، وأفضل نص سينمائي أصلي.
البدايات جميلة دائما
تبدأ الأحداث، والمشاهد يستمع إلى الزوجين وكل منهم يحكي صفات الآخر نيكول ترى شريكها "ذكي مرتب ويحب المنافسة ويحتمل تقلباتها المزاجية" ونسمع "تشارلي" يحكي عن صفات زوجته المميزة.
هذه المقدمه تجعل المشاهد يشعر أنه أمام زوجين غاية في الاندماج، وويشعره بالرومانسية و أنه أمام علاقة مميزة ، خاصة مع اللقطات التي تبدو فيها هذه العائلة سعيدة ودافئة.
عندما ينتهي الحب
لكن سرعان ما يصدم المشاهد بعد المقدمة الرومانسية، لنجد أن الزوجين قررا الطلاق؛ لنبدأ الدخول في تفاصيل هذه العلاقة المعقدة وكيف أصبح كل طرف يرى الشخص الآخر.
تبدأ نيكول التي تؤدي دورها "سكارليت جوهانسون" التي تريد الطلاق بسرد أسباب اتخاذ هذا القرار بعد كل هذه السنوات وفقدانها لمشاعر الحب فهي تقول "ليس ببساطة فقدان مشاعر الحب".
تحكي نيكول قصتها في الجزء الذي تذهب فيه إلى المحامية "نورا" من أجل الطلاق، وكيف نشأ هذا الحب حيث كانت نجمة ثم قررت الزواج من "تشارلي" مخرج العروض التجريبية المبدع ومع مرور الوقت أصبحت تشعر بحجمها يتضاءل ليس في العمل فقط بل في جوانب حياتها.
تقول في أحد جملها الحواريه التي تلخص ما تشعر به المرأة عندما تهمش "كنت أغذي حياته فحسب.. قطع الأثاث في المنزل كانت على ذوقه.. لم اعد اعرف ما هو ذوقي ..لأنه لم يطلب مني استخدامه أبدا.. كان يبدو أمرا غريبا إذا قال لي ماذا ترغبين أن تفعلي اليوم".
تتحول كل الصفات وأفعال الآخر في مرحلة الطلاق إلى نقط ضعف يستغلها الآخر للفوز، وفي مشهد المواجهة بين الزوجين نجد أن كل طرف لا يرى سوى عيوب الآخر و تزول كل اللحظات الجيدة والذكريات.
التمثيل
يعتبر التمثيل من أهم عناصر العمل وخاصة أن البطلين ينافسان على جوائز افضل ممثلة وأفضل ممثل في أوسكار 2020.
قدمت الفنانة "سكارليت جوهانسون" من خلال شخصية "نيكول" نموذجا للمرأة التي تعيش تجربة صعبة مثل "الطلاق" نجدها في أغلب أحداث العمل عينها تحبس الدموع، تؤدي لحظات الانفجار والغضب بشكل منضبط دون مبالغة.
أما الممثل "آدم درايفر" الذي يجسد دور الزوج "تشالي" الذي لا يحب الهزيمة، تلقى أكبر هزيمة بحياته، ففي الوقت الذي ظن أن كل شيء تحت السيطرة فقد كل الخيوط.
يقدم "آدم" أداءًا تدريجيا للشخصية، ففي البدايه يبدو ضائعا لا يعرف كيف انهار كل شيء، ثم مع مرور الأحداث يبدأ في السيطره على غضبه ، ولا يريد خسارة المزيد ويريد الاحتفاظ بابنه وأيضا فرقته المسرحية.
الأطفال
لم يهمل الفيلم "الأطفال" الأكثر ضررا في هذه التجربة حول العالم، لكن نجد أن الاب والأم في العمل يحاولان عدم اقحام ابنهم "هنري" في هذا الخلاف، ويحاول كل منهم أن يفعل الأفضل حتى لا يتأثر" الابن".
ففي النهاية قدم الفيلم واحدة من أهم المشاكل الاجتماعية في العالم، مهتما بتفاصيل هذه الحكاية ، ودون أن ينحاز لأي طرف، فهل يستطيع الفوز بأوسكار أفضل فيلم وسط منافسه شرسة من الأعمال المختلفة؟.