سلطت صحيفة "جارديان" البريطانية الضوء على سلالة فيروس كورونا الجديدة الذي أصاب المئات في الصين، معتبرة أنه من المنطقي أن نشعر بالقلق من الفيروس الذي يتسبب في الإصابة بالالتهاب الرئوي إلا أنها رأت أنه فرصة للاستعداد للتهديدات المقبلة.
وقالت الصحيفة في الافتتاحية التي نشرته على موقعها الإلكتروني:" هناك معلومات قليلة جدا متوفرة لاستخلاص استنتاجات مؤكدة حول هذا الفيروس، وينبغي ألا يقلل هذا من مخاطره".
ورأت أنه من الضروري أن تكون السلطات الصينية على جميع المستويات منفتحة على تفشي المرض وتكون أيضا حريصة على التصدي له، بينما ينبغي على البقية أن يراقبوا ما يحدث عن كثب.
وأقرت الصحيفة بأن تفشي الأمراض الجديدة أمر مثير للقلق، وإلا أنها اعتبرت أنه يمثل فرصة لتحسين الاستعدادات للتهديد المقبل، سواء كان ذلك من خلال زيادة الإنفاق على الأبحاث، أو فهم أن التواصل ضروري لمكافحة الأمراض، مثل غسل اليدين واللقاحات.
وتساءلت الصحيفة:" هل يمكن أن يكون هذا وباء جديد سينتشر في العالم ويقتل عشرات الملايين مثل الإنفلونزا الإسبانية التي انتشرت من قبل".
وتوفي ستة أشخاص على الأقل حتى الآن في الصين بعد إصابتهم بفيروس جديد غامض يشبه الفيروس المسبب لمرض سارس، مع تسجيل 300 إصابة، ما يثير مخاوف من تفشيه مع اقتراب رأس السنة الصينية.
كما ظهرت حالات في اليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند وتايوان. وفرضت دول آسيوية عدة والولايات المتحدة رقابة في المطارات للركاب الواصلين من مدينة ووهان الصينية التي تعد 11 مليون نسمة، وهي بؤرة الوباء.
وهذا الداء سلالة جديدة من عائلة فيروس كورونا التي تضم عددا كبيرا من الفيروسات. وقد تسبب هذه الفيروسات أمراضا غير مؤذية لدى الإنسان مثل الزكام، لكنها أيضا مصدر لأمراض أكثر خطورة مثل سارس (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد).
وهذا الفيروس قريب من الوباء الذي تسبب بالسارس عامي 2002 و2003 وأسفر عن 744 حالة وفاة في العالم (بينهم 349 في الصين القارية و299 في هونغ كونغ) من أصل 8096 إصابة بحسب منظمة الصحة العالمية.
من الناحية الوراثية هناك "80% من أوجه الشبه بين الفيروسين" كما قال البروفيسور أرنو فونتانيه المسؤول عن وحدة علم الأوبئة للأمراض الجديدة في معهد باستور بباريس. وكلا الفيروسين يتسببان بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية أنه يبدو أن حيوانا هو "المصدر الأولي الأكثر ترجيحا" للفيروس "مع انتقاله بشكل محدود بين البشر من خلال اتصال وثيق".
وكشف الفيروس في ووهان (وسط الصين) في ديسمبر لدى مرضى يعملون في سوق لبيع الأسماك وثمار البحر بالجملة أغلق في الأول من يناير.
وأكدت الصين على لسان العالم جونغ نانشان العضو الذي يحظى بنفوذ في لجنة الصحة الوطنية أن الفيروس يتفشى بين البشر.
وتقول الطبيبة ناتالي ماكديرموت من جامعة كينغز كوليدج في لندن إن الفيروس يتفشى عبر قطرات صغيرة جدا تنتشر في الهواء عند العطس أو السعال.
ونشر أطباء في جامعة هونغ كونغ الثلاثاء دراسة حول تفشي الفيروس مقدرين العدد المرجح للإصابات في ووهان بـ1343. وهذا الرقم مماثل للحالات التي قدرتها جامعة إمبيريال كوليدج في لندن الأسبوع الماضي.
ويتخطى التقديران الأرقام الرسمية التي تشير إلى نحو 300 حالة مع مراقبة 922 مصابا في المستشفيات الصينية.
وتعقد منظمة الصحة العالمية الأربعاء اجتماعا طارئا لتحديد ما إذا يجب إعلان "حالة الطوارئ الصحية العالمية" وهو ما حصل مع تفشي سارس. وهذا الأمر يستخدم فقط في حال تفشي الأوبئة الأخطر.
ولم تستخدم منظمة الصحة العالمية هذا التوصيف إلا في حالات نادرة لتفشي أوبئة تستلزم تحركا قويا عالميا كإنفلونزا الخنازير (إتش1 إن1) في العام 2009 وفيروس زيكا العام 2016 وحمى إيبولا التي ضربت غرب أفريقيا بين عامي 2014 و2016 وجمهورية الكونغو الديمقراطية منذ 2018.
من جهتها، أعلنت بكين الثلاثاء أنها تصنف الوباء الجديد في ذات الفئة مع سارس. والعزلة تصبح ضرورية للأشخاص الذين شخصت إصابتهم بالفيروس. كما يمكن تطبيق الحجر الصحي.
النص الأصلي