ردود أفعال مصرية وإقليمية ودولية على إعلان ترامب صفقة القرن

مظاهرات في فلسطين ضد صفقة القرن
توالت ردود الأفعال على الصعيدين الإقليمي والعالمي بشأن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاصيل خطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة إعلاميًّا بـ"صفقة القرن".   ترامب قال إنّ خطة السلام المقترحة بين الإسرائيليين والفلسطينيين هي مسار قوي للأمام، مؤكدًا سعي بلاده لحلول واقعية تجعل المنطقة أكثر استقرارًا.   وأضاف خلال كلمته في إعلان الخطة، أنّ "خطته تؤّكد بقاء القدس عاصمة غير مجزأة لإسرائيل"، لافتًا إلى إنشاء لجنة مع إسرائيل لجعل خريطة السلام واقعية.     وأشار ترامب إلى أنّ الشعب الفلسطيني يستحق حياة أفضل، مؤكّدًا أنّ خطة السلام تتضمّن دولة فلسطينية متصلة الأراضي، مشدِّدًا على أنّ "القدس العاصمة الموحدة لإسرائيل"، وقال: إنّ خطته قد تكون الفرصة الأخيرة للفلسطينيين للحصول على دولة مستقلة.   وأوضح أنّ خطته للسلام تتألف من 80 صفحة وهي الأكثر تفصيلا على الإطلاق، وتابع: "خطتي ستمنح الفلسطينيين عاصمة في القدس الشرقية، حيث سنقوم بافتتاح سفارة لنا فيها.. من المنطقي أن نقوم بالكثير من أجل الفلسطينيين وإلا فلن يكون الأمر منصفًا".   ولفت إلى تشكيل لجنة مشتركة لتحويل خريطة الطريق الخاصة بالسلام وفق خطته إلى خطة تفصيلية للسلام، وقال: "العديد من الدول تريد المشاركة في توفير 50 مليار دولار لمشاريع جديدة في الدولة الفلسطينية المستقبلية".     وفي وقتٍ لاحق، نشر ترامب على حسابه الرسمي على "تويتر" خريطة لما أسماها "دولة فلسطين المستقبلية"، وغرَّد قائلًا: "هذا ما قد تبدو عليه دولة فلسطين المستقبلية بعاصمة في أجزاء من القدس الشرقية".   ردود أفعال   خطة ترامب المعروفة بأنّها "صفقة القرن" قوبلت بالكثير من ردود الأفعال المنددة، فعلى الصعيد المصري أكّد وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب النائب أحمد فؤاد أباظة أنّ إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل بمثابة "وعد بلفور جديد".   أباظة قال - في بيان - إنّ لجنة الشؤون العربية ستعقد اجتماعًا لمناقشة التطورات الأخيرة فيما يخص صفقة القرن، وبخاصةً أنّ مصر دائما ما تؤكد وقوفها ومساندتها للشعب الفلسطيني في حقه بعدم التعدي على أراضيها.   وأضاف: "ترامب الذي لا يملك شيئًا في أراضي فلسطين يريد أن يمنح نتينياهو الذي لا يستحق أراضي الدولة العربية الشقيقة".     وفي قطاع غزة، اندلعت مظاهرات رافضة لـ"خطة السلام" التي أعلنها ترامب، حيث أحرق المتظاهرون الفلسطينيون إطارات السيارات أثناء مظاهرة في شمال قطاع غزة.

 

الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن عقد اجتماعًا للقيادة الفلسطينية، قال خلاله إنّ القدس ليست للبيع وليست للمساومة، مشدِّدًا على أنّ صفقة القرن لن تمر.

 

وأضاف حسبما نقلت عنه وسائل إعلام فلسطينية: "استراتيجيتنا ترتكز على استمرار كفاحنا لانهاء الاحتلال وتجسيد استقلال الدولة وعاصمتها القدس".

  فلسطينيًّا أيضًا، أكَّد السفير الفلسطيني لدى بريطانيا حسام زملط، أنّ "ترامب قتل إمكانية التوصل إلى حل عبر التفاوض"، موضّحًا أنّ "خطة السلام قتلت إمكانية التوصل إلى حل عبر المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، مشيرًا إلى أنّها "تدفع إسرائيل نحو الفصل العنصري".   وأضاف: "ما سمعته للتو تعليق سياسي من الدرجة الثانية، هذا سيرك سياسي"، في إشارة إلى المؤتمر الذي عقده ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.   وفي معرض رده على وعود ترامب بالازدهار الاقتصادي، صرّح السفير الفلسطيني لشبكة "سي إن إن": "إذا ما أعتقد أن باستطاعته أن يقدم لنا رشوة وأن يشتري حقوقنا، نحن لسنا للبيع، الطريق الوحيد لتحقيق السلام هو حصول الفلسطينيين على حقوقهم".   الأردن من جانبه، أعلن التنسيق مع الفلسطينيين والدول العربية المرحلة القادمة بعد إعلان "صفقة القرن"   وحذر وزير الخارجية أيمن الصفدي، من التبعات الخطيرة لأي إجراءات آحادية من الجانب الإسرائيلي، تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض، داعيًا لإطلاق مفاوضات جادة ومباشرة تعالج الوضع في إطار شامل وضروري لاستقرار المنطقة وأمنها.   كما علّقت روسيا على الخطة الأمريكية، حيث صرّح نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف بأنّ بلاده ستدرس صفقة القرن، وقال إنّ الأهم هو موقف الفلسطينيين منها.   أوروبيًّا أيضًا، قال المتحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بعد اتصال هاتفي بين جونسون وترامب، إنَّ الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط يمكن أن تكون خطوة إيجابية.   وناقش الزعيمان اقتراح الولايات المتحدة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والذي يمكن أن يثبت أنه خطوة إيجابية للأمام.   طهران تفاعلت مع هذا التطور هي الأخرى، حيث صرح مستشار الرئيس الإيراني حسام الدين آشنا بأنّ صفقة القرن للتسوية الإسرائيلية الفلسطينية ستؤدي إلى انتفاضة جديدة.   وقال عبر حسابه على "تويتر" قائلًا: "هذه صفقة بين النظام الصهيوني والولايات المتحدة. لا يوجد أي تفاعل مع الفلسطينيين على جدول الأعمال. هذا ليس مشروع سلام ورخاء ولكن مسودة للعقوبات والقسر".   وأضاف أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تجاهلت من جانب واحد قرارات مجلس الأمن الدولي، مُعلّقًا: "ننتظر انتفاضة جديدة".

مقالات متعلقة